الكثير من السيدات يسألن هل يؤثر الصيام على الحمل سواء بالنسبة للمرأة الحامل، أو الجنين. أجاب على هذه التساؤلات الدكتور عماد إسماعيل حسنى استشارى أمراض النساء والتوليد بمستشفى الجلاء التعليمى وزميل جامعة اوفرنيه بفرنسا، قائلا إن المرأة خلال فترة الحمل تمر بثلاث مراحل: المرحلة الأولى، هي الثلاث شهور الأولى للحمل، وأغلب السيدات فى هذه المرحلة يعانين من الإرهاق والتعب نتيجة للشعور بالغثيان والميل للقئ، لذلك تحتاج إلى استبدال الوجبات الأساسية إلى وجبات خفيفة مقسمة إلى أربع أو خمس وجبات. مشيرا إلى أن ارتفاع هرمون البروجسترون أثناء الحمل يؤدى إلى حدوث بطء فى عملية الهضم والامتصاص، وأحيانا يحدث ارتجاع فى عصارة المعدة وحموضة عالية، لذلك ينصح بالوجبات المتقطعة الخفيفة، لأنها تعمل على تخفيف حدة الأعراض السابق ذكرها، لحدوث تمثيل غذائى مناسب لابد من تناول أطعمة تحتوى على الصوديوم والبوتاسيوم لتعويض الجسم إذا حدث قئ. وأكد أن غالبا ما تحتاج المرأة إلى تناول مثبت حمل بالإضافة إلى أنه يجب عليها الالتزام بالمواعيد المحددة لتناول الدواء وحمض الفوليك، للوقاية من حدوث أى تشوهات خلقية لأن الثلاثة شهور الأولى هى فترة التخليق وتشكيل الجنين عضويا، لذلك فلا أنصح بالصوم خلال هذه الفترة، لأنه يؤثر بالسلب على الأم والجنين. أما المرحلة الثانية، من الشهر الرابع إلى السابع قال دكتور عماد حسنى، إن المرأة الحامل تكون فى هذه المرحلة أكثر استقرارا، ويمكنها الصوم خلال هذه الشهور مع الأخذ فى الاعتبار تناول أطعمة صحية وتناول الفيتامينات التى يقررها الطبيب المعالج إلا إذا كانت الأم تعانى من ضغط الدم المزمن، أو المصاحب للحمل أو سكر الحمل، أو أى مرض مزمن يستدعى أخذ عقاقير وأدوية لعلاج هذه الأعراض، أو الأمراض، لذلك يمكن أن نقول إن الحالات الحرجة المصاحبة للحمل هى رخصة إفطار من الناحية الطبية، ومن الناحية الدينية أيضا أن الله يحب أن تؤتى رخصه. أما المرحلة الثالثة، وهى الثلاثة أشهر الأخيرة، وتبدأ من الأسبوع ال28 للحمل، وهنا يؤكد الدكتور عماد أن الصوم يؤثر سلبا على الجنين لأن الصيام يقلل من معدل النمو السريع فى مرحلة النضوج العضوى للجنين، ويقلل نسبة هرمون الأنسولين المسئول عن نمو الجنين وهرمون السى بيبتيد، والذين تقوم بإفرازهم المشيمة ومن الممكن أن يؤدى الصيام إلى إنقاص وزن الجنين عند الولادة، لذلك ينصح دكتور عماد حسنى بعد الصيام فى المرحلة الأخيرة للحمل.