شُيعت أمس جنازة المناضل اليساري المغتال محمد البراهمي وسط حشود مهيبة خرجت لتوديع القيادي في تيار الجبهة الشعبية الذي وضعت أيادي الغدر حدا لحياته الخميس الماضي ليدفن في ذات المربع بمقبرة الجلاز إلى جانب رفيق دربه في النضال شكري بلعيد المغتال شهر فيفري من السنة الجارية، فيما وسعت جريمة الاغتيال دائرة الغضب الشعبي وامتدت إلى نواب البرلمان حيث قرر 42 نائبا بالمجلس التأسيسي الاستقالة والدخول في اعتصام مفتوح أمام قبة البرلمان بدء من أمس، مطالبين باستقالة الحكومة. شارك آلاف التونسيين في تشييع جنازة الفقيد محمد البراهمي الذي خرج جثمانه في موكب رسمي من منزله الذي اغتيل أمامه ب 14 رصاصة وسط العاصمة، حيث لم تهدأ الأوضاع وواصل الغاضبون احتجاجاتهم على التصفيات التي تطال السياسيين في البلاد، وخلفت الاحتجاجات مقتل شخص بمدينة قفصة وسط غرب تونس أثناء تفريق الشرطة للمتظاهرين مستعملة القنابل المسيلة للدموع قبل ساعات من موعد جنازة الفقيد المغتال. إلى ذلك انسحب 42 نائبا من المجلس الوطني التأسيسي في خطوة احتجاجية ترمي إلى حل المجلس وإسقاط الحكومة التي تسيطر عليها حركة النهضة الإسلامية، ومست الاستقالة الجماعية أغلب قوى المعارضة لسياسة الحكم على غرار الاتحاد من أجل تونس الذي يجمع تحت لوائه حركات تدور في فلك نداء تونس الحزب الذي أسسه رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي الذي تولى إدارة المرحلة الانتقالية الى غاية انتخابات 23 أكتوبر، إلى جانب نواب من الائتلاف الديمقراطي اليساري والجبهة الشعبية التي تضم قرابة عشرة أحزاب قومية من أقصى اليسار على غرار حزب حركة الشعب الناصري الوحدوي العروبي بزعامة الفقيد محمد البراهمي المغتال، وكان المجلس قد شهد أمس الأول تظاهر الآلاف من أنصار المعارضة أمامه احتجاجا على حكم الإسلاميين مطالبين بإسقاطه وحل الحكومة، كما شهدت تونس تظاهرات حاشدة تخللتها إضرابات احتجاجا على اغتيال البراهمي. لى صعيد آخر أعلنت مصادر أمنية تونسية عن انفجار سيارة تابعة للحرس الوطني انفجرت صباح أمس أمام مركز أمني في حلق الوادي شمال البلاد، وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية محمد العروي في تصريح إعلامي أن الانفجار الذي تسبب في أضرار مادية لم يخلف خسائر بشرية، موضحا أن المعاينة الأولية تشير إلى أن الحادث نتج عن عبوة ناسفة تقليدية الصنع بحسب وكالة تونس أفريقيا للأنباء. يذكر أن القيادي محمد البراهمي اغتيل الخميس أمام منزله على يد جماعة سلفية متطرفة بحسب تصريحات وزير الداخلية، الذي كشف بأن المناضل قتل ب 14 رصاصة خرجت من سلاح شبيه بالذي اغتيل به شكري بلعيد قبل 6 أشهر، وجه أصابع الاتهام إلى حركة النهضة الحاكمة فيما تنفي هذه الأخيرة ضلوعها في العملية الإجرامية ما يعمق حجم الانقسامات بين الإسلاميين ومعارضيهم العلمانيين التي تزايدت منذ الإطاحة بالنظام التونسي السابق لزين العابدين بن علي سنة 2011.