”يا حسراه على رمضان زمان وحلاوته ونكهته، ما بقى والو لا بنة ولا شيء”.. هكذا عبر عمي مسعود عن أجواء رمضان بين الأمس واليوم، مشيرا إلى أن هناك عدة عادات اختفت نهائيا، كلعبة الخاتم بالمقاهي أين كان يتنافس فريقان من خلال إخفاء قطعة نقدية في يد إحدى المجموعتين وقيام أفراد الثانية بالبحث عنها إلى غاية إيجادها، وتكون العملية بالنقاط ويكون للفائزين ولكل الحاضرين قارورة من المشروبات. وكانت هذه اللعبة تلم شمل العائلات والأحباب والأصدقاء. وأشار عمي علي إلى أنه كانت تقام في كل قرية وليمة السهمة، أين يتم ذبح بقرة أواثنتين يتقاسمه كل سكان القرية، على أن يحسب الفقراء والمساكين والأيتام ضمن القائمة دون دفع مبلغ السهمة، وهذا في إطار التكافل الاجتماعي وحتى يقضي الفقير رمضان مثل الغني بمائدة مركزة ومتنوعة الأطباق، وهي العادة التي تراجعت بشكل كبير جدا ولا نسمع بها إلا نادرا في قرية أوجبل ما. كما اختفت العديد من الأطباق التي كانت تعد مثل الجاري المقطع، والذي يشبه الشربة لكن يعد من قبل النساء يدويا وكذا الخفاف أوالفطائر، والذي كان يفطر عليه الصائم مع حليب الماعز أوالأبقار، إضافة إلى أربيط لما كان رمضان يتزامن وفصل الشتاء، حيث كانت العائلات تتلذذ بهذا الطبق الصحي، الذي يبحث العديد من العائلات اليوم عن مكونات إعداده دون جدوى. عكس دلك نجد خديجة، سلاف، ريما، ابتسام.. موظفات في إحدى الوكالات التجارية يعشقن الأطباق الحديثة والحلويات التي يتحصلن على وصفات تحضيرها من الفضائيات الأجنبية.. ويمقتن دخول الرجل إلى المطبخ في رمضان لأنه يفسد كل ترتيباتهن. وعن الزيارات العائلية ليلا فقد أكدن أنهن يفضلن الإبحار في عالم الأنترنت لعدة ساعات، أحسن من تلك الزيارات البروتوكولية التي تتحول إلى نميمة بين النساء. ويفضل أيضا الكثير من الصائمين التوجه إلى شواطئ الولاية للاستمتاع بمياه البحر الباردة. أما في السهرات فإن العديد من الشبان أصبحوا يفضلون أداء صلاة التراويح كل ليلة في مسجد مختلف للتعرف على بيوت الله. وبعد صلاة التراويح ينتشر الجميع بساحات كتامة، وسط مدينة جيجل، أو بومارشي أولكريك، لتناول ما لذ وطاب من المثلجات والمشروبات. أما عشاق المسرح والمونولوج فيتجهون إلى ساحة دار الثقافة، أين انطلقت فعاليات مهرجان الفكاهة والضحك، إذ تعيش العائلات المتعة والبسمة مع ألمع نجوم الضحك والفكاهة في الجزائر.