واصل أصحاب المخابز ومحلات الخضر والفواكه والمواد الغذائية تعنتهم وضربهم بتعليمة وزارة التجارة عرض الحائط، بعدم التزامهم بالمداومة خلال أيام العيد، رغم تشديد الوزير بن بادة على هؤلاء لضمان احتياجات المواطنين خلال هذه الأيام، وعدم حرمانهم من هذه الخدمات ككل سنة. تكرر سيناريو غلق فضاءات النشاط التجاري بالعاصمة ككل عام خلال أيام العيد الثلاثة، ما وضع العاصمين في موقف حرج، وغالبيتهم متخوفون من استمرار هذا الانقطاع، فقد كانت غالبية المخابز مغلقة ما حرم المواطنين من مادة الخبز بالرغم من أهميتها على موائد الطعام. حدث هذا بالرغم من تحذيرات وزير التجارة مصطفى بن بادة القاضية بتطبيق عقوبات على كل مخالف لتعليمات وزارته تطبيقا لقانون المحدد لشروط ممارسة الأنشطة التجارية، والذي يلزم التجار ضمان احتياجات المواطنين من المواد واسعة الاستهلاك أيام الأعياد والمناسبات الرسمية، إلى جانب التطمينات التي منحها رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين يوسف قلفاط قبيل حلول عيد الفطر. وكان قلفاط قد أكد على ضمان خدمات عدد كبير من المخابز عبر العاصمة وحتى التراب الوطني بفضل تطبيق نظام المداومة خلال أيام العيد المبارك، لكن المواطنين تفاجأوا بتكرار سيناريو أعياد السنوات الماضية، ما اضطرهم للدخول في رحلة بحث من حي إلى آخر، ومن مخبزة لأخرى لجلب بعض الخبز، فيما استيقظ بعضهم وقت الفجر وأخذ بالتنقل من مخبزة الحي المجاور إلى مخابز باقي الأحياء، وحتى المدن المجاورة لضمان هذه المادة على طاولاتهم إن وجدت. وكان رئيس المكتب الوطني لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين إبراهيم تروش، في تصريحه ل”الفجر”، كشف أن نسبة الاستجابة لتعليمة وزارة التجارة لم تتجاوز ال25 بالمائة، وهو ما أكده قبل حلول عيد الفطر، مرجعا السبب في ذلك إلى تحكم العمال بأصحاب المخابز باعتبار غالبيتهم من ولايات شرق الجزائر وتيزي وزو، وتمسكهم بتمضية عطلة العيد بولاياتهم وسط أهلهم عوض البقاء في المخابز وتوفير الخدمات للمواطنين. وهنا شدد المتحدث على ضرورة أخذ اللجنة المختصة بإحصاء الملتزمين بنظام المداومة عن غيرهم من المخالفين، لأخذ بعين الاعتبار فرار العمال من أصحاب المخابز، ما يجعلهم معفين من العقوبات المفروضة عليهم، والتي تتراوح بين 5 ملايين سنتيم و30 إلى جانب الغلق لبعضهم، وهي النقطة التي أكد بشأنها إبراهيم تروش أن المتعاملين التجاريين ملزمين من الآن وصاعدا بالامتثال للتعليمة الوزارية، بعد العمل على تطبيق العقوبات الردعية لتحد من هذه الندرة خلال الأعياد القادمة. وواجه المواطنون أيضا ندرة حادة في اقتناء بعض المواد الغذائية حتى ثالث يوم من أيام عيد الفطر، بسبب غلق المحلات التجارية كتلك المختصة ببيع الخضر والفواكه والمواد الغذائية العامة وحتى المطاعم والمقاهي، إلى جانب حرمان المواطنين من خدمات النقل، بالرغم من فتح الطرقات عن آخرها وعدم تسجيل أي ازدحام بوسطها، وهو الأمر الذي بعث على القلق لدى الجزائريين والخوف من استمرار هذا الانقطاع لأسبوع كامل كما جرت العادة خلال الأعياد. وفي السياق ذاته كشف رئيس اتحاد الخبازين لولاية قسنطينة، السيد بوقرن، أنه تم تجنيد ما يقارب 70 مخبزة على مستوى الولاية للعمل والمناوبة في عيد الفطر المبارك، وهذا بقرار رسمي مشترك صادر من الوزارة الوصية يلزم بالمناوبة لضمان توفير الخبز بالكميات الكافية خلال يومي العيد. وأضاف بوقرن أن كل من يخالف هذه التعليمة ستتخذ ضده الإجراءات اللازمة، حيث ستعمل المخابز المعنية بالمناوبة على مدار ثلاثة أيام. للإشارة، فإنه قد تم تخصيص 6 مطاحن على مستوى ولاية قسنطينة لتموين الخبازين بالفرينة حال ما إذا سجل نقص.