تحدث مطرب العيساوة، الفنان المتألق زين الدين بوشعالة، في حوار جمعه ب”الفجر”، خلال آخر سهرة نظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام بالعاصمة، عن تجربته الطويلة مع فن العيساوة الصوفي ومحاولته للتجديد، وعن مشاريعه وآخر أخباره الفنية.. تنحدر من عائلة اشتهرت بأداء فن المالوف، فالمعروف أن خالك هو عملاق المالوف الحاج محمد الطاهر الفرڤاني، هل يزعجك أن يشار إليك دائما بقريب الفرقاني؟ لا أبدا لا يزعجني الأمر على الإطلاق، على العكس أفتخر كثيرا أن تكون لي قرابة بالعملاق الفنان القدير الحاج محمد الطاهر الفرڤاني ابنه سليم الفرقاني، ويشار إليه كذلك على أنه ًابن الحاج قبل أن يشار إلى فنه. لا أعتقد أن الأمر يزعجه من الصعب أن يتجاهل الناس قرابتك بهرم كالطاهر الفرڤاني. ألا ترى أن هذا الأمر من شأنه أن يشتت انتباه الجمهور عن الفن الذي تقدمه؟ بالعكس قد يجد الكثيرون الفضول لتتبع أخبار عائلتنا الفنية، كما أن اهتمامهم بهده القضية لا يدوم إلا وقتا قصيرا، فبمجرد أن يطلعوا على ما نقدمه ينسون تماما هذه المسألة ومع الوقت يتوقفون عن ذكر الموضوع والاهتمام به. لماذا اخترتم تأدية طابع العيساوة بالذات؟ فن العيساوة فن صوفي خالص انطلق من الزوايا، حيث يعتمد مؤدوه على مدح الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، والإشادة بخصال الصحابة، والصالحين رضوان الله عليهم، منذ بداية مشواري الفني تأثرت كثيرا بالأجواء الروحانية التي يحملني إليها هذا النوع من الغناء لهدا تشبثت به وحاولت تطويره. كيف عملتم على تطوير فن العيساوة؟ في محاولة منا لتطوير هدا الفن العريق وتقريبه من أذواق الأجيال الجديدة، جربنا إدخال بعض الآلات العصرية على أدائنا، فمن المعروف أن العيساوة فن يؤدى بآلة البندير فقط، غير أننا حاولنا عدم المساس بخصوصية هدا الفن العريق الذي تعب في سبيله شيوخ كبار. اهتممتم بذوق الأجيال الجديدة في محاولتكم للتجديد. ماذا عن الأجيال التي تعودت على فن العيساوة بالطريقة التقليدية. كيف تقبلوا الأمر؟ تقبلوا الأمر بطريقة فاجأتنا وأسعدتنا في آن واحد، حيث أبدى الجمهور تجاوبا رائعا مع هذا التجديد، نحاول في مرات كثيرة أثناء تقديمنا للعروض العودة إلى الطريقة القديمة بدون استخدام الآلات الموسيقية لنرضي الجميع، فيطالبنا الجمهور باستخدامها من الواضح أنهم أحبوا التجربة، وهذا ما يهمنا في الأمر حقا. يشهد فن العيساوة مؤخرا بعض الظواهر التي عملت على تشويهه، ما رأيك في هده التجاوزات؟ بعض من الجهلة الذين لا يعرفون القيمة الروحية لهدا الفن ولا تاريخ شيوخه الكبار، يحاولون اليوم تشويه الصورة النقية لفن العيساوة بجعله كرنفاليا يقدم في الشوارع والأعراس كما حاولوا إلصاق بعض الخرافات والبدع به. من جهتي وبالتعاون مع مجموعة من الزملاء، نحاول كثيرا التصدي لمثل هده الممارسات بتوعية وتنبيه الجمهور كي لا ينزلق مع هؤلاء الجهلة. ما هي آخر أخباركم الفنية؟ انتهيت مؤخرا من تسجيل ألبومي الجديد، والدي سيضم باقة من المدائح في ذكر خير الأنام والصالحين. كما قمت بتدوين عدد كبير من القصائد العيساوية لحفظها من الاندثار، وأحاول العمل على مشروع مع مجموعة من الزملاء للتحضير لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015.