فتح المهاجم نبيل حيماني قلبه وتحدث لنا بكل عفوية في هذا الحوار، اختصر لنا فيه أهم ما ميز مشواره الكروي، مبديا عن كل ما أسره طيلة هذه السنوات من العطاء منذ أن استهل مداعبة الكرة بفريق أولمبي العناصر ثم شبيبة القبائل مرورا بوفاق سطيف ثم شباب قسنطينة، قبل أن يحط الرحال في نصر حسين داي، أين يطمح للمشاركة في تحقيق الصعود وإعادة هيبة هذا الفريق العريق، فضلا عن حديثه عن المنتخب الوطني، وتحميله الناخب الأسبق رابح سعدان مسؤولية تجاهل اللاعب المحلي، بالمقابل أشاد الهداف السابق لشبيبة القبائل بالكوتش ”وحيد” الذي منح الفرصة لأمثال سوداني وسليماني، آملا أن يواصل في ذلك باعتبار أن الجزائر ولادة دائما للمواهب. أولا كيف تجري تحضيراتك رفقة فريقك الجديد نصر حسين داي للموسم الجديد؟ في البداية أشكرك على هذه المقابلة، أما عن تحضيراتي مع النصرية، فهي تسير وفقا لبرنامج وضعه المدرب زهير جلول، فكل المؤشرات والحمد لله توحي بأننا سنؤدي موسما رائعا، بموجب الظروف والإمكانيات التي وفرتها لنا إدارة النادي، حيث أتيحت لنا الفرصة للتحضير بتونس في مناسبتين، كما أننا خضنا عديد المواجهات الودية، أين أظهرنا عن مردود لائق، يؤكد أن ”النصر” سيقول كلمته هذا الموسم ولن يدخر جهدا في المنافسة على أحدى أوراق الصعود الثلاث. إذن أنت تدرك بأن الصعود هو الهدف الأسمى للملاحين، لذلك يضعون فيك وفي زملائك خاصة من المخضرمين ثقة كبيرة، لمنح خبرتكم لهذه التشكيلة الشابة قصد بلوغها هذا الهدف، كيف تعلق على ذلك؟ أنا خريج أولمبي العناصر، لعبت في العاصمة وأدرك تماما ولوع وحب المناصر العاصمي للكرة ولفريقه، لذلك فأنا واع تماما بما ينتظرنا من مسؤولية لتحقيق الصعود، وإسعاد جمهور ”النصر” المتعطش لرؤية فريقه في حظيرة النخبة كالسابق، فمن جهتي جاهز لأمنح كل ما أملك من خبرة وإمكانيات للمساهمة في قيادة الفريق الأصفر والأحمر إلى بر الأمان، ومن حسن الحظ أنني وجدت مجموعة رائعة، بدليل الحماس الكبير الذي تعرفه التدريبات اليومية، فالكل مستعد ولا حديث عنده سوى الدخول بقوة في هذه البطولة، رغم صعوبة مأموريتها في ظل تضارب عديد الأندية وإعلانها التحدي مثلنا للعب ورقة الصعود، لكننا لن نكون منافسا سهلا وسنقول كلمتنا حتما. سبق لك وأن تدربت على يد المدرب زهير جلول عندما كنت في صنف الأصاغر مع أولمبي العناصر، ثم عملت معه لما استدعيت للمنتخب الوطني، وها أنت الآن تتدرب تحت قيادته في النصرية، فكيف ترى العمل معه؟ صحيح، فالمدرب جلول ”معرفة قديمة” فهو لاعب سابق للأولمبي كما أنه شغل منصب مدرب في العناصر، وأنا كنت من بين لاعبي فريق الأصاغر رفقة العيفاوي الذين تدربوا تحت قيادته، فهو مدرب يحب الانضباط كثيرا، كما أنه يحب العمل والصرامة، وربما هذا ما جعله معروفا في الساحة الكروية، سيما بعد توليه منصب مساعد المدرب الوطني لثلاثة أعوام رفقة الشيخ سعدان، قبل أن يتولى تدريب الخروب والنصر العماني، فكل هذه المعطيات وإن كانت مختصرة، فهي تبين مدى حنكة جلول، الذي أتمنى له النجاح مع النصرية هذا الموسم. سنخرج نوعا ما عن المنافسة، ونتحدث قليلا عن مشوارك الرياضي، فالكل يعلم أنك كنت هدافا في شبيبة القبائل ثم لاعبا في وفاق سطيف وشباب قسنطينة، فهل لك أن تقول لنا بصراحة ما هي أفضل المواسم التي قضيتها؟ لقد تشرفت بحمل ألوان هذه الفرق العريقة، لأن حمل ألوان الشبيبة أو الوفاق ليس في متناول أي لاعب، فلن تلعب لأحدهما سوى إذا كنت قادرا على منح الإضافة فعلا، وهنا الحمد لله قضيت أروع أيامي مع الشبيبة، حيث قضيت ثلاثة مواسم كاملة، أحسنها لما خرجت هدافا لموسم 2007/2008، وبعدها لما انتقلت إلى الوفاق، في موسمي الأول أين لعبت مع أفضل لاعبي الوفاق، بدليل أني نلت معه لقب البطولة في 2009 ثم كأس الجزائر عاما بعد ذلك، فضلا عن مشاركتي في المنافسة القارية، أين قدمت رفقة زملائي على غرار جديات، حاج عيسى، شاوشي أحسن المستويات، إلا أنه في كل مشوار هناك أمور سلبية، فأنا لم أنجح بعد عودتي إلى الشبيبة، كما أني لم أشأ أن أغادر الوفاق قبلها بتلك الطريقة، إنها كرة القدم، التي جعلتني أختار بعدها شباب قسنطينة الذي قررت مغادرته نحو النصرية بعد موسم واحد. بحديثك عن طريقة مغادرتك للوفاق ثم للشبيبة في المرة الثانية، نعلم أنك لم تكن راضيا عن تصرف الرئيسين سرار وحناشي، على خلفية تصرفهما معك، كيف تعلق على ذلك؟ كلا الرئيسين سواء سرار أو حناشي كنت معهما رجلا إلى حد بعيد، ففي الوفاق طلبت حقي من المستحقات لا غير، الأمر الذي أدى بسرار حينها إلى غلق هاتفه النقال، إلى حين قررت المغادرة، ومن حسن حظي حينها أنني كنت أملك صكا يحمل إمضاءه، فما كان علي سوى صرفه واستلام ما كنت أدينه لإدارته، الشيء الذي أغاظه وجعله يتخذ الصحافة لإفساد علاقتي بجمهور الوفاق، خاصة بعدما قررت المغادرة والالتحاق بالشبيبة، كما أنني لم أكن وحدي من اللاعبين الذين عانوا الأمرين من سرار الذي لا أخفي أنني أعتبره من الرؤساء المحنكين القلائل في الجزائر، وهذا على غرار العيفاوي ومترف وسوقڤر الذين أجبروا على مغادرة الفريق وخرجوا بطريقة لا تليق بلاعبين منحوا أفضل ما لديهم للوفاق، هذا وعلى الرغم من كل ما فعله سرار، إلا أن حناشي فاق التصورات، وهو الذي ظلمني ولم يمنحني مستحقاتي لحد الآن، فأنا أدين للكناري بمبلغ 280 مليون سنتيم، وأقول له: ”لن أسامحك وأنت ماشي راجل”، وهذا فقط لأنني طلبت منه مستحقاتي، أليس هذا حقا من حقوقي وأنا الذي جاهدت من أجل الشبيبة التي لا أنكر خيرها أبدا، لكن للأسف فهذا الحناشي الذي كان يناديني يوما ما بابني، جاء يوم أين أصبح يرفض الرد على مكالماتي وينعتني بشتى النعوت السيئة لأني قررت الرحيل، بسبب مشكل المستحقات، فضلا عن أنني لم أجد ضالتي مع الطاقم الفني الذي لم يعتمد علي في ذلك الموسم، أما في شباب قسنطينة فمغادرتي كانت منطقية، لأنني لم أكن ضمن خيارات المدرب الفرنسي الكبير روجيه لومير، الذي ربما ترك طريقة العمل في فرنسا، وأصبح يعتمد على من يعجبه من اللاعبين لإشراكهم في المباريات الرسمية. من المدربين الذين أحببت العمل تحت قيادتهم؟ هناك عدة مدربين أضعهم في خانة الكبار، فهناك جون إيف شاي الذي كان لي الشرف أن عملت معه، فهو مدرب يحب الانضباط ولا توجد عنده وساطة لإشراك هذا وحرمان الآخر، كما هناك أيضا من المدربين المحليين الذين أثبتوا حنكتهم في صورة إيغيل مزيان الذي يعرف جيدا عقلية وتفكير اللاعب الجزائري، إضافة إلى موسى صايب الذي يملك أفكار المدرب المحترف، بدليل أن كل لاعب لم يدخل في خياراته، لديه مبرر لذلك. كنت من بين اللاعبين البارزين في الجزائر لعدة مواسم، بدون شك كانت لك عروض حينها من الخارج؟ للأسف لم أحترف، لكنني تلقيت عروضا عديدة لما كنت لاعبا في الشبيبة ثم الوفاق، وأذكر أن نادي الوحدة السعودي كان مصرا على ضمي، سيما وأني خرجت وقتها هدافا للدوري مع الكناري، كما كان النادي الصفاقسي التونسي يرغب في التعاقد معي عندما كنت لاعبا في الوفاق. نعرج على المنتخب الوطني، فما يحدث الآن يعاكس تماما عهد المدرب الوطني الأسبق رابح سعدان، والدليل أن هداف الخضر الحالي هو لاعب محلي اسمه سليماني، رغم أنه لم يوقع 4 أهداف هذا الموسم فقط، فأين يكمن الفرق هنا، وأنت كنت هدافا للدوري في تلك الفترة؟ عدم تألقي مع المنتخب في تلك الفترة لا أعتبره فشلا، لأني لم أحظ بفرصتي في عهد الشيخ سعدان مثلي مثل زياية وغيرهم، لأن المدرب الوطني كان يستدعينا نحن المحليين لملء القائمة، فثقته الكاملة كانت متاحة للمحترفين، ونحن كنا نكتفي بالمشاركة في دقائق معدودات، لا أحد يمكنه تقييم مستوانا في تلك الفترة، فالأمر اختلف الآن، فجاء البوسني حاليلوزيتش الذي فتح المجال للاعب المحلي وأعطاه فرصة ذهبية لرد الاعتبار، وهذا ما تعودنا على اكتشافه من مباراة لأخرى، فبعد سوداني الذي تألق وسطع نجمه ليجد الاحتراف بانتظاره، ها هو سليماني يضع نفسه هدافا للخضر ويطير نحو البرتغال أين وقع لسبورتينغ ليشبونة، إنه أمر جيد وأنا بنفسي أشكر التقني البوسني، فهو على دراية تامة بأن الجزائر فيها لاعبون بارزون بإمكانهم منح الإضافة للمنتخب إذا وجدوا العناية ومنحت لهم الفرصة الكافية، كما أن هناك العديد منهم بإمكانهم البروز وخطف الأضواء أيضا في صورة بونجاح الذي سرق الأضواء في اتحاد الحراش ليلتحق مؤخرا بالنجم الساحلي، فهو مهاجم يستحق التفاتة الناخب الوطني فعلا. موسم 2008 مع الوفاق كان الأفضل في مشواري والشبيبة تبقى فريقا كبيرا حاوره: رياض. م
شاي وإيغيل وصايب من أفضل المدربين الذين عملت تحت قيادتهم
تلقيت عروضا عدة للاحتراف وأذكر أني كنت مطلوبا في الوحدة السعودي والصفاقسي التونسي
أتنبأ لبونجاح بمستقبل واعد وعلى حاليلوزيتش أن يمنحه الفرصة