”مالية بوعطية”.. طالبة جزائرية مغتربة في بريطانيا، هي من خيرة الأدمغة الجزائرية المتخصصة في العلوم الاجتماعية، كانت لها تجربة رائدة في بلاد الانجليز؛ فهي فضلا عن كونها طالبة متفوقة في دراستها، فهي الممثلة والمتحدثة باسم الطلبة في جامعة ”برمين كهام” الانجليزية.. وجدت في زيارتها لبلدها الأم هذه الصائفة فكرة التفكير في بعث ”فوروم” يكون همزة وصل بين الجزائر وأبنائها من المفكرين وأصحاب العقول الكبيرة، التي تستفيد منهم الجامعات البريطانية فقط دون الجزائر. مالية بوعطية، التي قصدت الجريدة رفقة والدتها أكدت أن الهدف من وراء بعث هذا الفروم، الذي ينتظر أن يمتد ليشمل شتات أبناء الجزائر في كامل أروبا هو تمكين الجزائر من الاستفادة بطريقة مباشرة من أدمغة أبنائها ووضع خبراتهم في خدمة البلد. ويمكن لهذا الفوروم -تقول مالية- أن يكون واجهة للجزائر حتى يكون لها رأي فيما يحدث من حولها في العالم، خاصة في مرحلة لم يعد ينفع فيها البقاء على الهامش؛ فالجزائر اليوم تؤكد المتحدثة لديها ربما وجهة نظر صائبة ومتوازنة في الكثير من القضايا، لكنها تعاني من خلل في تسويقها للعالم، كما تعاني من القطيعة بينها وبين أبناء بلدها. من جهة أخرى، قالت بوعطية أن ما دفعها للتفكير في هذه الخطوة هي النظرة الخاطئة، التي يحملها أبناء الجزائر في الخارج خاصة أبناء الجيل الثالث والرابع من المهاجرين، الذين ولدوا في ديار الغربة، والذين يقعون تحت تأثير النظرة الغربية والفرنسية بشأن الجزائر خاصة ما تعلق منها بالجانب والكتابات التاريخية، وهي الكتابات التي يؤسس عليها البريطانيون والغربيون عموما نظرتهم ومواقفهم تجاه الجزائر.. فكيف يمكن أن تحتكر فرنسا حق الحديث باسم التاريخ والثقافية الجزائرية ولدى الجزائر خيرة العقول والإطارات، التي تمول الجامعات الغربية؟!.. ”مالية”، التي تعبت وهي تواجه لامبالاة السفارة الجزائرية في بريطانيا، تعول كثيرا على ما يمكن أن تقدمه وزارة البحث العلمي و بعض مؤسسات الدولة من دعم لهذه الفكرة، التي تعتزم مستقبلا لتكون حاضنة لأبناء الجزائر في الخارج. وتجربة إنشاء فروم جامع لأبناء الجاليات -تقول مالية- نجحت في جعل طلبة وأبناء العديد من الجاليات الإفريقية تعود لخدمة بلدها، وهي لا تتوفر على ما تتوفر عليه الجزائر من ثروات وقدرات بينما نجد نحن أبناء البلد ينفرون منه. لهذا تضيف بوعطية أنها فكرت في بعث هذا الفروم، الذي سيعمل مستقبلا على الترويج للثقافة والتاريخ الجزائري من خلال تنظيم ندوات ولقاءات واستضافة مجاهدين ومتحدثين باسم الثقافة والتاريخ والفن في الجزائر، وهذا حتى يتعرف الآخرون على الجزائر بدون وسطاء وحتى تتمكن الجزائر من الاستفادة من خبرات وأفكار أبنائها وتتمكن أيضا من تقديم نفسها للغرب بشكل أفضل.