أوضح سكان بحي تابريحت ببلدية الميلية 60 كلم شرقي الولاية جيجل ل”الفجر” عن معاناة حقيقية يتخبطون فيها يوميا جراء تعفن المحيط ،بتدفق المياه القذرة وجريانها على سطح طرقات الحي ،ناهيك عن تحول مساحته الخضراء إلى مزبلة عمومية فوضوية،حشراتها ورائحتها حولت حياة السكان إلى جحيم. وبرأي مواطني حي تابريحت الواقع خارج مدينة الميلية بمسافة 4 كلم شرقا ،فإن معاناتهم مع المياه النتنة بدأت مند حوالي شهر ،حيث صارت تجري يوميا في وسط الحي وفي طرقاته ورغم الشكاوى العديدة لمسؤولي البلدية إلا أن الوضع لم يتغير ،والكارثة الكبرى بحسب احد المواطنين الناقمين عن هذه الوضعية أن أفراد عائلته أصيبوا بمرض الحساسية ناجم عن الروائح الكريهة التي يشمونها يوميا، حيث قال لنا: “جزء من دخلي الشهري أخصصه لمداواة زوجتي وإبني الصغير بشكل دائم عند طبيب مختص.“. وهو مايمكن إسقاطه على عديد العائلات بنفس الحي ،حيث هجرت سكناتها خلال الصيف الجاري كنتيجة لتعن المحيط. معاناة سكان الحي تتصل ايضا بالقمامة العمومية الفوضوية،التي تراكمت مع مرور الأشهر والسنوات لتتحول إلى جبل من الفضلات والنفايات امام غياب أي التفاتة من السلطات المعنية لإيجاد حل لهذه المعضلة غير الهينة ،خاصة وان صحة المواطنين أصبحت مهددة اكثر من اي وقت مضى ،وقد عبر لنا عدد من مواطني هذا الحي الكبير والفتي بان الأمر قد وصل إلى درجة لاتطاق لأن السكان في ظل شدة الحرارة صاروا محصورين بين المياه القذرة والقمامة الفوضوية ،التي تنطلق منها الروائح الجردان وحشرات مختلفة إلى درجة أن المواطنين لاحظوا في المدة الأخيرة غزو نوع من الدود لبيوتهم علاوة على زيارات الخنازير غير المرغوب فيها،والطامة الكبرى أن جزء من القمامة ينتشر حاليا امام مدخل مدرسة إبتدائية ومتوسطة ،وهو مايهدد صحة التلاميذ في الصميم ،خاصة مع إقتراب الدخول المدرسي الجديد. وفي هذا السياق ،يطالب مواطنو الحي المذكور والي الولاية التدخل وإرغام رئيس بلدية الميلية على أخذ هذا المشكل على محمل الجد وإيجاد حل عاجل لمشكل القمامة وكذا تسرب المياه القذرة قبل الدخول المدرسي، وهذا بإصلاح الخلل الموجود في قنوات صرف المياه القذرة ووإدراج حي تابريحت صمن مخطط البلدية المتعلق برفع القمامة يوميا نحو مركز الردم التقني كغيره من أحياء المدينة. كما يطالب مواطنو الحي تشغيل خزان المياه ،الذي شهد النور مند حوالي 3 سنوات من دون ان يدخل الخدمة ،حيث يتعرض حاليا للتلف من دون إستغلال لسبب بسيط ،حسب ماعلمناه، يتعلق بعدم ربطه بالكهرباء. “مير” البلدية يرمي الكرة في مرمى ديوان الترقية والتسيير العقاري وفي سياق متصل، قال سكان الحي بأنهم ملوا الشكاوى المقدمة لرئيس البلدية ومدير ديوان الترقية والتسيير العقاري ،لأنها لم تنجب لهم حلولا ،بسبب تهرب كل طرف من تحمل المسؤولية. رئيس البلدية يحمل الديوان المسؤولية بخصوص صيانة الحي ومعالجة النقائص ،فيما يرى مدير الديوان بأن وسائل هيئته ليس بوسعها ومقدورها حل جميع المشاكل ،على اعتبار أن الحي يعد من الأحياء التابعة لبلدية الميلية ،وفي ظل هذا الجدل وتداخل الصلاحيات لم يبق للمواطنين إلا الإستنجاد بالوالي لوضع حد للمهزلة التي يتخبط فيها مواطنو حي تابريحت ،الذي تعاني عماراته من التصدع بفعل الغش وسوء الإنجاز. مع العلم بان بعض عماراته لاتزال خاوية ولم يتم توزيعها وهناك بعض العمارات الأخرى تم إخلاءها لكونها توشك على الانهيار ،لتضيع الملايير في مهب سوء التسيير والغش والتواطؤ وأمام أعين الهيئات المختصة في فرض تطبيق القانون.