أصبح الطريق الوطني رقم 27 الرابط بين جيجلوقسنطينة مرورا بتراب ولاية ميلة، أشبه بالجحيم بالنسبة لمستعمليه هذه الأيام بسبب الاختناق المروري وتشكل طوابير طويلة من السيارات تمتد على مسافة تفوق الكيلومترين، وهو الإشكال الذي يجعل السائقين يقضون أزيد من 5 ساعات لقطع المسافة بين جيجلوقسنطينة، وأكثر من هذا الوقت في زمن الذروة خلال أيام العطلة الأسبوعية. يعرف هذا الطريق الحيوي، حركة كثيفة للسيارات وشاحنات الوزن الثقيل يتجاوز عددها العشرة آلاف مركبة في اليوم، أغلبها تعود للمواطنين المتجهين نحو شواطئ جيجل و بجاية، إضافة إلى الشاحنات المتجهة إلى ميناء جنجن لجلب مختلف السلع والسيارات المستوردة. واشتكى الكثير من المواطنين من ضيق هذا الطريق وعدم انطلاق مشروع إنجاز طريق مزدوج بين ولايتي قسنطينةوجيجل، رغم أن السلطات أعلنت منذ مدة إطلاق هذا المشروع الذي من شأنه خلق حيوية ومرونة مرورية بين ثلاث ولايات. وتنتشر على هذا الطريق الذي يتميز بمناظر خلابة على جانبيه وخضرة طوال السنة، العديد من النقاط السوداء التي تسيل عرق المواطنين، خصوصا في منطقة بني هارون، حيث تنتشر مطاعم الشواء المشهورة على المستوى الوطني،حيث يعود تاريخ افتتاح أول مطعم بها إلى سنة 1964 على يد الحاج الطيب بودبابة، والتي صارت مركز جذب سياحي للكثير من العائلات التي تعبر المنطقة، حيث يركن المواطنون مركباتهم لتناول الطعام رغم الضيق الكبير الذي يتميز به الطريق العابر للمنطقة، وهو ما يخلف اكتظاظا مروريا كبيرا خصوصا في الفترة المسائية التي تعرف عودة المواطنين نحو مختلف الولايات الشرقية، والتي كانت في الكثير من المرات سببا في نشوب عراكات ومشادات بين السائقين الذين يصابون بالعصبية جراء طول فترة الانتظار في طابور السيارات. كما نتج عن وضعية هذا الطريق الذي لا يخلو من الحفر والمطبات تزايد في عدد حوادث المرور المميتة التي راح ضحيتها العديد من المسافرين، وحتى أفراد ومركبات تابعة لمختلف المؤسسات العسكرية، ما يحتم على الجهات المعنية الإسراع في إنجاز ازدواجية الطريق لفك الخناق وتقليص عدد هذه الحوادث.