تدخل نهاية الأسبوع الماضي الديوان الجهوي للآثار بقسنطينة، بالتنسيق مع ملحق ديوان ولاية ميلة، لوقف الأشغال الجارية على مستوى مشروع 600 وحدة سكنية بمنطقة فرضوة التابعة لبلدية سيدي مروان، على بعد 10 كم من عاصمة ولاية ميلة على إثر اكتشاف موقع أثري هام، يرجح أن يكون قلعة رومانية. وتدخل الديوان الجهوي للآثار ومدير ديوان الآثار بميلة رفقة السلطات الولائية من أجل وقف الأشغال الجارية على مستوى المشروع السكني الخاص ب600 وحدة سكنية بفرضوة، بعد اكتشاف موقع أثري أثناء عمليات الحفر، وقد تم اكتشاف الموقع المذكور بعد أن تم هدم جزء كبير منه، بآلات المشروع دون الانتباه للصخور الموجودة إلا بعد فوات الأوان. ورفع ديوان الآثار تحفظاته إلى الهيئات المعنية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى صالحا من الموقع الأثري، وهو ما عقد من وضعية المشروع الذي يجهل مصيره بعد ذلك، لاسيما وأن المشروع بلغ نسبة تقدم تجاوزت 20 بالمائة. وتجدر الإشارة إلى أن منطقة فرضوة التي كانت مرشحة لاحتضان مشروع مدينة جديدة قبل أن يتم نقل المشروع لمنطقة مارشو بعد اعتراض وزارة الفلاحة، تقع حسب بعض المختصين في علم الآثار على محور أثري هام، حيث تجاورها منطقة المديوس التي كانت موطنا للرومان يربط بين ميلة الأثرية وتيديس، وبها آثار تم اكتشافها خلال مشروع توسعة الطريق الرابط بين ميلة والقرارم، حيث لازالت آثار قنوات صرف المياه قائمة، وهو ما يؤكد أن المنطقة تنام على كنز من الآثار التي تستدعي من الباحثين المتخصصين التدخل لاكتشاف المزيد من الآثار وحمايتها من التلف وغزو المشاريع.