تعرف الأسواق والمحلات التجارية الخاصة بالأدوات المدرسية وكذا ملابس الأطفال ندرة في المآزر ذات المقاسات الكبيرة، ما جعل الكثير في حيرة من أمرهم، وذلك وسط إقبال واسع من طرف الأولياء، مصحوبين بأولادهم لاختيار المشتريات. وفي جولة بأسواق العاصمة، يتضح التفاوت الكبير بين الأسعار الخاصة بهذه المناسبة التي تلت شهر رمضان المبارك والعيد، ما جعل ميزانية العائلات الجزائرية تتأرجح، بعد أن تحوّل اهتمام العائلات الجزائرية هذه الأيام من المناسبات الدينية إلى مناسبة خاصة بفلذات أكبادهم وهي الدخول المدرسي، ولعل أكبر مقصد للعائلات المتوسطة والفقيرة الحال هو الأسواق الشعبية كسوق ”بلكور” الشعبي، حيث يتجلى للمتسوق فيه تغير واجهات المحلات إلى الألوان الزاهية التي تجلب نظر الأطفال الذين صار أولياؤهم مجبرين على أصطحابهم. ويقول صاحب محل لبيع ملابس الأطفال بعد أن تزينت واجهة محله بالألوان الثلاثة الوردي والأزرق أن أولاد هذا الجيل يفرضون ذوقهم في اختيار مشترياتهم، وهذا ما لاحظه في السنوات الأخيرة، فالأطفال يختارون وما على الأولياء إلا الدفع، يضيف المتحدث ذاته فقبل سنوات لم يكن الأطفال يجرؤون على مناقشة ما يقتنيه لهم الكبار، عكس الوقت الحالي في تطور يعكس المنهج الأوروبي الذي ينتهجه الآباء في تربية آبائهم. وتعرف الأسواق ندرة في المآزر ذات القياسات من 12 سنة فما فوق، حيث أرجع أصحاب المحلات بالمركز التجاري ل''باش جراح” أن هذا الأمر وضع العديد من التلاميذ في موقف أجبرهم على التردد للخياطين لأجل خياطة مآزر عجز السوق عن توفيرها. السلع الأوروبية لأبناء الأغنياء والصينية والمحلية للزوالية وفي وقت بدأ المخزون يشح لدى تجار الجملة، يتهافت المعنيون بالأمر على الإسراع في اقتناء ما يلزم تفاديا لتكرار سيناريو السنوات الماضية، حينما عرفت الأسواق شحا في المآزر التي حددت وزارة التربية شروطا لها منذ الموسم الدراسي 2008-2009، وقد أثارت ضجة واسعة وقتها من طرف الأولياء. ورغم أنه لم يحن موعد الدخول المدرسي بعد، إلا أن أحد التجار بشارع حسيبة بن بوعلي صرح بأن المخزون قد نفد من بائعي الجملة، خاصة المقاسات الكبيرة. وعن مصدر السلع، يقول تاجر بيع بالجملإن غالبيها محلية والقليل منها صينية، ما يعني أنها موجهة للعامة بينما الأغنياء يقتنون الأوروبية باهظة الكلفة من المحلات الراقية، مضيفا أن هناك بعض من لجأ إلى صبغ المآزر بالألوان لدى الصباغين بعد نفاد المآزر بالألوان المطلوبة. وفرة في الأدوات المدرسية كوفرة ألوانها وفيما تعرف المآزر ندرة، يتوفر السوق على الأدوات المدرسية من جميع الأنواع، فقد تنوعت في السنوات الأخيرة جودتها وطريقة صنعها التي تتناسب وذوق الأطفال، من خلال صنعها بمختلف الألوان والأشكال الجذابة، وتعد الصين صاحبة أكبر حصة في السوق الجزائرية، ورغم أن المشتريات تخضع للقائمة التي يعطيها المدرس للتلاميذ، إلا أن هذا لم يمنع الكثير ممن قصدوا المحلات الخاصة بالأدوات المدرسية لاقتنائها، لتفادي الاكتظاظ المنتظر مع توزيع القوائم في أولى الحصص الدراسية. وسجل ارتفاع في سعر الأدوات المدرسية مقارنة بالسنة الماضية رغم أن غالبيتها صينية الصنع، إلا أن هذا لم يشفع للأسعار أن تنخفض ويرجح أن تبقى على هذا الحال كما هي إلى انتهاء هذه الفترة من السنة.