في الوقت الذي نجد فيه أن الأنفاس عند جميع الناس باتت في إجازة أو ما يشبه الإجازة وهي تتقطع لاهثة وتنقطع بين الحين والآخر، والجميع في ترقب حذر وقلق واضطراب ظاهرين، ومنهم من يمكن أن يكون بين لحظة وأخرى من ضحايا حرب عبثية يخطط لها بعناية بالغة، بسبب التعنت وتلك الروح العدوانية التي تتميز بها الإدارة الأمريكية ومن ورائها العصابات الصهيونية والذيول المتأمركة، لا لشيء إلا للحفاظ على أمن وسلامة إسرائيل تلك التي طالما كانت تمثل الورم السرطاني في المنطقة العربية كلها، واليوم يتساءل الناس ونتساءل مع الناس حول إمكانية وقوع تلك الحرب التي باتت الدوائر الغربية تخطط لها وتناور بشأنها وتتلاعب بأعصاب الناس وهي تعلن عن الطريقة والهدف والمدة الزمنية ثم إنها تلوح بكلام لا يمكن أن نصل معه إلى نتائج ملموسة، فهي تقول بأنها لا تريد إسقاط النظام وهي التي تمول وتسلح وتشجع وتشارك بألف طريقة وطريقة عن طريق عملائها والتنظيمات المرتبطة بها مباشرة أو عن طريق إسرائيل، وقد فشلت حتى الساعة في تحقيق أهدافها المعلنة، ولذلك نراها وقد استقطبت كل حلفائها الأقوياء فضلا عن الذيول الملحقين بها وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الفشل الذريع الذي مني به مرتزقتها على الساحة السورية، وما حكاية السلاح الكيماوي إلا محاولة باتت مستهلكة بالنظر للسوابق العراقية، ولكن أمريكا وكمن فقد صبره بعد ما يزيد عن سنتين ونصف يبدو أنها لجأت لمناورة من نوع جديد، وبالتالي فإن من الناس من يتساءل : هل تقع الحرب المعلن عن برمجتها أم لا تقع ؟ السؤال مشروع والإجابة عنه بالسلب أو الإيجاب أيضا مشروعة، ونحن نميل إلى القول بأن الحرب لن تقع لأسباب باتت واضحة فأمريكا تناور وتناور وتهدد وهي تعلم أن النتائج الوخيمة سوف تنعكس عليها بشكل سلبي، وهي لذلك أعلنت عن رغبتها في الحرب وعن خططها المفترضة مسبقا، أما الدب الروسي فهو على مايبدو راغب في توريطها كمن يمكن لها أو كمن يدرك طبيعة النتائج التي تدركها أيضا أمريكا وقد أعطت فرصة للتدخلات والمناشدات لما يصفه السياسيون بضبط النفس، واليوم أمريكا هي الخاسرة إن نفذت الهجوم والخاسرة إن امتنعت عن التنفيذ، فهي إذن في ورطة والغالب أنها سوف تمتنع عن التنفيذ لمعرفتها بسوء العاقبة وجسامة الخسائر، ثم إنها من جهة أخرى تدرك كيف أن حلفاءها في المنطقة وخاصة في الخليج سوف لن يتمكنوا من الوقوف في وجه الرياح التي سوف تعصف في وجوههم، وبيوتهم فعلا أوهى من بيوت العنكبوت، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الخطة التي رسمتها أمريكا لإطالة أمد الحرب في سوريا قصد إنهاك الطرفين هي نفسها سوف تتجسد على أرض الواقع هذه المرة، وهي أن أمريكا أمام خيارين خاسرين، فالخيار بالحرب مدمر لها، والإمتناع عن التنفيذ هو ورطة لها ولحلفائها، فقد نصبوا فخا ومصيدة يبدو أنهم جميعا واقعون فيهما معا لا محالة فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟