رفض العراق للمرة الثانية طلبا جزائريا لزيارة السجناء الجزائريين في بغداد، خاصة بعد الأنباء التي تحدثت عن المعاملة السيئة التي يلاقونها، إضافة إلى وقوع حادثة الفرار الجماعي ومطالبة العائلات الجزائرية بضرورة الاطمئنان على ذويهم، واكتفت السلطات العراقية بالقول إنهم في وضعية حسنة، غالقة بذلك الباب أمام أي محاولات لقطع الشك باليقين وتحديد مصير كثيرين لا يزالون يترقبون العفو وإطلاق سراحهم. كشفت مصادر “الفجر” أن السلطات العراقية أبلغت نظيرتها الجزائرية عبر سفارة الجزائر ببغداد، أن السجينين “إسماعيل محمد عبد الله” و”طارق ريف”، اللذين كانا في سجن التاجي ببغداد، أثناء عملية الفرار الجماعي التي وقعت منتصف رمضان الماضي، في وضع حسن، ولم يصابا خلال العملية وتدخل القوات الأمنية العراقية، مشيرة إلى أن السفير الجزائري في بغداد، عبد القادر بن شاعة، أجرى اتصالات مكثفة مع السلطات العراقية لتعبيد الطريق والوصول إلى تسوية بين البلدين، قبيل الزيارة المفترضة لمراد مدلسي إلى بغداد، والتي يكون عنوانها الأكبر السجناء الجزائريين هنالك. ورغم التطمينات التي تلقتها الممثلية الدبلوماسية الجزائرية، إلا أن بغداد لم ترد بالإيجاب على طلبين تقدمت بهما السفارة لزيارة السجناء الجزائريين بعد عملية الفرار الجماعي. يذكر أن الجزائر كانت قد طلبت زيارة السجون استنادا إلى العلاقات الطيبة بين البلدين والتي ارتقت إلى درجة مسح الديون العراقية لديها، وأقدمت على إرسال وفد رسمي من أجل طلب الإفراج عن المعتقلين الجزائريين، وذلك أسوة بالأردن الذي نجح في إقناع العراق بالإفراج عن 8 مسجونين. من جهة أخرى، لا تزال العائلات الجزائرية تطالب بالضغط على الحكومة العراقية بهدف نقل السجناء الجزائريين المتواجدين في سجون أبو غريب والتاجي ببغداد، ومدينة البصرة في الجنوب العراقي، إلى سجن سوسة بإقليم كردستان العراق، نظرا إلى التعامل الجيد لإدارة السجن مع المحبوسين.