أثار رابع ظهور للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، عبر التلفزيون مساء أول أمس، جدلا بخصوص وضعه الصحي. فرغم أن الصور هذه جاءت كجرعة لطمأنة الجزائريين على صحة رئيسهم، وغلق الباب أمام أي إشاعات، خاصة في ظل عدم التمكن من عقد اجتماع لمجلس الوزراء وإلغاء قانون المالية التكميلي، إلا أن ذلك فتح الباب واسعا أمام العديد من الأسئلة، كما أن هذا الظهور المتكرر للرئيس مستقبلا، حسب المتتبعين للشأن السياسي لم يعد كافيا للإقناع بأن كل شيء على ما يرام، وأن مؤسسات الدولة يمكن أن تسير بهذه الطريقة التي لا تخلو من الارتجال. اعتبر رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، في اتصال مع “الفجر”، أن الرئيس غير قادر على أداء مهامه كاملة، وقال إنه “لا يمكن مناقشة ملفات حساسة أو إعطاء توجيهات في غضون دقائق. ويجب الاعتراف بالوضع الصحي لرئيس الجمهورية من أجل مصلحة البلاد”، داعيا إلى ضرورة تطبيق المادة 88 من الدستور وتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة، مبديا تخوفه من انفجار في ظل استمرار التعاطي بأسلوب التهميش و”الاحتقار” على حد تعبيره. من جهته، رفض القيادي في حركة النهضة، محمد حديبي، ظهور رئيس الجمهورية بهذه الحالة الصحية عبر التلفزيون، معتبرا أن ذلك مساسا بشخصه وكرامته، ما يرفع من مخاوف الشعب على مستقبل البلاد، ولفت إلى أن تأجيل عقد مجلس الوزراء وإلغاء قانون المالية التكميلي 2013، دليل على عدم تمكن الرئيس من أداء المهام، داعيا لعرض ملفه الصحي على فريق طبي لتحديد مدى قدرته على ممارسة مهامه، ومن ثمة تحديد الإجراءات القانونية الواجب على مؤسسات الجمهورية اتخاذها حسب كل الحالة. وحسب رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام، في حديثه ل”الفجر”، فإن صور الرئيس تعبر عن نفسها، وهو ما يكرس سياسة “الهروب إلى الأمام” التي لن تخدم البلاد، على حد تعبيره. ودعا الرئيس بوتفليقة للإعلان عن انتخابات رئاسية مسبقة لإسكات الأصوات المنادية بتطبيق المادة 88، معتبرا أن ذلك سيمكن من فك الألغاز وإعادة الثقة الضائعة إلى المواطن. كما اقترح المتحدث فتح حوار وطني شامل بين المعارضة والسلطة للخروج من حالة الجمود الشامل. من جانبه، اعترف جلول جودي، الناطق الرسمي باسم حزب العمال، بقدرة الرئيس بوتفليقة على متابعة جميع القضايا الهامة في البلاد، وهو ما تؤكده صور لقائه بكل من قائد أركان الجيش والوزير الأول، معتبرا أنه يمارس على الأقل الحد الأدنى من مهامه، حيث جدد رفض حزبه للاقتراح القاضي بإجراء انتخابات مسبقة، نافيا وجود أي جمود سياسي باعتبار أن قانون المالية التكميلي ليس بالضرورة الملحة في ظل إمكانية إدراج جميع المقترحات في القانون الأصلي لأنه لن يأتي عبر أمرية، بل بمشروع قانون سيتم تعديله على مستوى البرلمان. لمياء. خ سلال يقدم للرئيس بوتفليقة عرضا شاملا عن سير النشاط الحكومي قدم الوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس، للرئيس عبد العزيز بوتفليقة عرضا مفصلا عن النشاط الحكومي، في مقدمته نتائج زيارته الميدانية للولايات. وقد أعطى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تعليمة لضمان التحضير الجيد للدخول الاجتماعي القادم. يواصل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة توجيه الملفات الكبرى للبلاد باستقبال مختلف المسؤوليين، حيث عقد أول أمس، لقاء مع الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي قدم له عرضا شاملا عن سير مختلف القطاعات الوزارية وسير المشاريع المدرجة في المخطط الخماسي 2010-2015، خاصة المشاريع الكبرى، وفي مقدمتها قطاع السكن والعمران والمشاريع المنتظرة في القطاع، وخص الرئيس بوتفليقة خلال اللقاء بمعرفة نتائج الزيارات الميدانية التي أداها لأكثر من 20 ولاية عبر مختلف مناطق الوطن. ويأتي اجتماع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالوزير الأول عبد المالك سلال، ساعات بعد اجتماع أمني عقده مع قائد هيئة أركان الجيش الشعبي الوطني الفريقأحمد قايد صالح، وهو الاجتماع الذي أعطى فيه الرئيس توجيهات بتعزيز الأمن واليقظة عبر الحدود.