عاد أمس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى أرض الوطن بعد فترة علاج وإعادة تأهيل حركي بفرنسا حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية وسيتابع رئيس الدولة فترة راحة وإعادة تأهيل بالجزائر، وسيكون على مكتب رئيس الجمهورية فور استئناف نشاطه الرئاسي عديد من الملفات المستعجلة لعلّ أهمها استكمال مشروع تعديل الدستور، وبعودة الرئيس بوتفليقة أيضا سيبدأ الحديث الجدي عن الاستحقاق الرئاسي المنتظر بعد أشهر معدودة. حطت الطائرة الرئاسية التي تقلّ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بمطار بوفاريك العسكري في حدود الساعة الثانية وثماني وعشرون دقيقة عائدا من رحلته الإستشفائية التي استغرقت ما يقارب 80 يوما قضاها في باريس، في مستشفى فال دوغراس أولا الذي نقل إليه في 27 أفريل الفارط بعد نوبة إقفارية عابرة تعرّض لها، ثمّ في مستشفى »ليزانفاليد« لقضاء فترة النقاهة. وقد كان في استقبال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عدد من المسؤولين يتقدّمهم الوزير الأول عبد المالك سلال الذي اضطرّ لتقليص مدة زيارته إلى ولاية تيزي وزو أمس للعودة سريعا إلى العاصمة، حيث غادر الولاية قبل الظهيرة وأخبر الصحفيين بضرورة وجوده في العاصمة قبل الواحدة ظهرا لأن رئيس الجمهورية سيعود إلى الجزائر. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غادر باريس متوجها إلى الجزائر من مطار »لوبورجي« حسب وكالة الأنباء الفرنسية في حدود الساعة الواحدة والنصف بالتوقيت الفرنسي أي منتصف النهار والنصف بالتوقيت المحلي على متن طائرة الرئاسة الجزائرية التي أقلعت من مدرج مخصص لرجال الأعمال، مثلما أدلى بها مصدر ملاحي للوكالة. ويؤكد المصدر نفسه أن إجراءات أمنية مشددة اتخذت على مستوى المطار الذي يقع بالقرب من العاصمة باريس حيث وصل موكب يضم سيارات سوداء إلى المدرج كما تمركز عناصر من الشرطة منهم من كان على متن دراجات نارية ومنهم من كان بالزي المدني ومسلحون تحسبا لوصول الرئيس بوتفليقة إلى المطار. وقد حظيت عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمس باهتمام كبير من قبل الصحافة الدولية ولا سيّما الفرنسية حيث تناقلت كل المواقع الإخبارية على اختلاف توجهاتها نبأ عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الجزائر سالما معافى بعد الوعكة الصحية التي تعرّض لها. وتجدر الإشارة إلى أن الوعكة الصحية التي تعرّض لها الرئيس بوتفليقة وغيابه لبعض الوقت عن الجزائر أثار جدلا في الساحة السياسية بسبب مطالب بعض الأحزاب السياسية المعارضة بتفعيل المادة 88 من الدستور والذهاب لرئاسيات مسبقة رغم تأكيد أكثر من مسؤول ومختص في القانون الدستوري استحالة تطبيق هذه المادة لعدم توفر أركانها ولعلّ أهمها وكما جاء على لسان الوزير الأول ووزير الخارجية وكذا مستشاره أن الرئيس بوتفليقة تماثل للشفاء وهو غير عاجز على متابعة مهامه وأن وجوده في مستشفى »ليزانفاليد« بهدف النقاهة مثلما نصحه الأطباء وأنه يتابع من هناك الشأن العام للبلاد. ولوضع حد للجدل المغرض الذي أثارته بعض الصحف الفرنسية مطلع شهر جوان وذهاب بعضها إلى الحديث عن تدهور للحالة الصحية للرئيس، جاء ظهور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 12 جوان الفارط على شاشة التلفزيون عندما استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي عبد المالك قنايزية للاستماع إلى عرض بشأن الوضع العام للبلاد وتقديم بعض التوجيهات والتعليمات بشأن الشهر الكريم. وتنتظر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فور استئناف مهامه عديد من الملفات العاجلة لعلّ أهمها عقد اجتماع لمجلس الوزراء للفصل في مشاريع القوانين التي أعدتها الحكومة وتنتظر تأشيرة الرئيس قبل إحالتها إلى البرلمان ومنها مشروع قانون السمعي البصري ومشروع قانون المالية التكميلي، إلى جانب الملف الأهم وهو مسودة الدستور التي أعدتها لجنة الخبراء برئاسة الدكتور عزوز كردون وتنتظر هي الأخرى ختم رئيس الجمهورية قبل عرض المسودة على البرلمان والاستفتاء الشعبي. بن صالح، ولد خليفة، بلعيز، سلال وقايد صالح في استقبال بوتفليقة عاد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بعد ظهر أمس -في حوالي الساعة 14 سا و30 د- إلى أرض الوطن بعد فترة علاج وإعادة تأهيل حركي بفرنسا حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية. وسيتابع رئيس الدولة فترة راحة وإعادة تأهيل بالجزائر يضيف ذات المصدر. وكان في استقبال رئيس الجمهورية لدى وصوله رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح و رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة وكذا الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح.