دعا، أمس، رئيس عمادة الأطباء جميع المسؤولين بالديوان الوطني للحج والعمرة إلى ضرورة رفع التأهب إلى الحدود القصوى، ومضاعفة تعداد الفرق الطبية التي سترافق الحجاج، في ضوء استمرار خطر انتشار فيروس كورونا القاتل في الأراضي السعودية. وتحسبا لأي تطورات قد تحدث في البقاع المقدسة، شدّد على ضرورة اتخاذ تدابير استثنائية خلال موسم الحج المقبل. وأوضح الدكتور محمد بقاط بركاني في حديثه ل”الفجر” أن ”الوضعية الوبائية لفيروس كورونا المنتشر مؤخرا في السعودية غير معروفة لحد الساعة، ولم ترق حسب المنظمة العالمية للصحة إلى درجة إعلان حالة الوباء، غير أنها يمكن أن تتطور في أي لحظة، الأمر الذي يستوجب اتخاذ كل التدابير الوقائية لتأمين سلامة الحجاج المقبلين على أداء هذا المناسك بعد أسابيع قليلة”، مضيفا بأن ”أنجع إجراء وقائي يكمن في اعتماد الأطباء الصرامة المطلوبة أثناء الفحوصات الطبية التي تسبق سفر الحجاج، باعتبار أن المسؤولية المعنوية للأطباء الذين سيتم تعيينهم للإشراف على العملية تستلزم التحلي بالشجاعة وإبعاد العاطفة وعدم الرضوخ لأي ضغوطات”. وفي هذا السياق، أوصى المتحدث جميع الأطباء بإقصاء كل الحالات التي قد يكون سفرها خطرا على صحتها، لاسيما فئة المسنين الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة وحادة بالرغم من فوزهم المسبق بالقرعة، مردفا بالقول إن ”مسؤولية الطبيب تُجاه الله والقانون تحتم عليهم اتخاذ الإجراء المناسب بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، لا سيما أن الأمر يتعلق بأرواح مهددة بالخطر نتيجة انتشار هذا الفيروس القاتل الذي أودى بحياة عشرات الأشخاص في الآونة الأخيرة، فضلا عن خصوصية هذا الفيروس الذي لا يوجد أي لقاح لاتقائه أو دواء للتماثل إلى الشفاء بعد الإصابة به”. وعلى صعيد آخر، أوصى الدكتور بقاط بعدم التساهل في اعتماد الوسائل الوقائية لتخفيف الأضرار بأكبر قدر ممكن، وتجنب حصيلة كبيرة من الوفيات في حال تفاقم انتشار الفيروس بفعل الزحام الكبير المرتقب أثناء الموسم لا سيما في الشعائر، ودعا السلطات المركزية إلى توفير العدد اللازم من الأقنعة، بمعدل قناع واحد يوميا لكل حاج، ما يعني إجبارية توفير ما يربو عن مليون قناع. وتضمنت الاشتراطات، التي أصدرتها وزارة الصحة السعودية، التوصية بتأجيل أداء مناسك الحج لهذا العام لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة كمرضى القلب والكلى والجهاز التنفسي والسكري، وكذلك مرضى نقص المناعة الخلقية والمكتسبة، إضافة إلى المصابين بأمراض الأورام، وكذلك الحوامل والأطفال.