الحكومة تؤكد تراجع إنتاج النفط بنسبة 90 بالمائة كشف رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أن تقديراً أولياً للأضرار الناتجة عن النزاع السوري المستمر منذ ثلاثين شهرا وصل نحو 16 بليون ونصف البليون دولار في منشآت القطاعين العام والخاص. نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية ”سانا” عن الحلقي، خلال جلسة استماع للحكومة أمام مجلس الشعب، أن الخسارة التي تكبدتها البلاد إلى غاية اليوم منذ بدء الحرب في المنطقة وصلت 5.61 بليون دولار في القطاعين العام والخاص، مشيرا إلى مشروع إعمار البلاد الذي تعده الحكومة والذي يقوم على ثلاث أولويات هي إصلاح البنى التحية المتضررة على المدى المستعجل المتوسط والبعيد المدى. وأضاف الحلقي أن قطاع الطاقة الذي كان يدعم الموازنة العامة للدولة أصبح اليوم من أكثر القطاعات استنزافا للقطع الأجنبي، مع تباين إنتاج الحقول النفطية التي تتواجد غالبيتها شمال البلاد وشرقها وتخضع أجزاء كبيرة منها لسيطرة المعارضة، موضحا أن إنتاج النفط الذي يشكل أهم مصدر للعملات الأجنبية في البلاد تراجع بنسبة 90 بالمئة عما كان عليه قبل اندلاع الأزمة، ليبلغ نحو 20 ألف برميل يوميا، مقابل 380 ألفا قبل منتصف مارس 2011. فيما يبلغ إنتاج سوريا من الغاز حاليا 16،7 مليون متر مكعب يوميا مقابل 24 مليونا قبل اندلاع الأزمة في البلاد، وأوضح رئيس الوزراء السوري أن كل القطاعات الاقتصادية تضررت بشكل كبير من النزاع الذي أوقع حتى اليوم أكثر من 110 ألف قتيل، وانخفضت الاستثمارات والسياحة والتجارة الخارجية إلى ما يقارب الصفر بحسب خبراء، وكان وزير السياحة بشير رياض يازجي قد أعلن أن خسائر القطاع السياحي في سوريا بلغت 1،5 بليون دولار أمريكي، فيما بلغت خسائر القطاع الصناعي العام 500 مليون دولار بحسب المصادر الرسمية السورية. على صعيد آخر، شدّدت دمشق أمس على رفضها الحوار مع كل من تنظيم ”القاعدة” و”جبهة النصرة” وكذا ”الجيش الحر” وغيرها من ”التنظيمات الإرهابية خلال مؤتمر ”جنيف 2” المزمع عقده منتصف الشهر القادم، وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن أيا من هذه التنظيمات يكونوا طرفاً في الحوار في مؤتمر ”جنيف 2” حول سورية، وأوضح الزعبي لقناة ”روسيا اليوم” أن النظام لا يعارض خطوة الحوار السوري الداخلي لأنه صاحب الفكرة، وأن الحكومة مستعدة للذهاب إلى المؤتمر الدولي دون شروط مسبقة لكنها لن تحاور من ينتمي لتنظيمات ”القاعدة” أو ”جبهة النصرة” و” الحر”، وكل من يقف وراءها ويدعمها، معتبرا أنه من غير المنطقي التفاوض مع تنظيمات إرهابية لأن أساس التشاور بين السياسيين ولا يمكن أن يدور بين الدولة والإرهابيين، مكررا كلام الرئيس السوري أن الحوار يكون مع من لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، بالمقابل أكد الزعبي استعداد الحكومة السورية بعد انضمامها إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية استجابة للمبادرة الروسية، للوفاء بكل التزاماتها الدولية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الخاص بتفكيك الترسانة الكيماوية السورية.