اعترف الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، بوجود صعوبة بالغة في حشد توافق حول فكرة مرشح رئاسي تدعمه أحزاب المعارضة لمواجهة مرشح السلطة. وأشار إلى أن جميع الاحتمالات تبقى واردة فيما يتعلق بالرئاسيات القادمة، حيث أن الحركة ستبقي على ابوابها مفتوحة لمساندة شخصيات وطنية أو حزبية لها أوزان ثقيلة، في حين يبقى خيار المقاطعة مطلب غالبية أعضاء المكتب الوطني للحزب. كشف أمس، فاتح ربيعي، في تصريح ل”الفجر”، أن الفشل يهدد مشروع المرشح التوافقي الذي تسانده الحركة لسببين، أولهما الوضع السياسي العام الذي يكتنفه الغموض والضبابية، من خلال تطبيق سياسة ”الإحباط” بفرض مرشح على الشعب، والتخوف الثاني يأتي من غياب ضمانات لشفافية الاقتراع بسيطرة الادارة على العملية، مؤكدا أن مساعي الشركاء لا تزال متواصلة، وكشف عن لقاء يجمع اليوم مجموع أحزاب الذاكرة والسيادة + 2، لتعزيز هذه المشاورات، وقال إن ”لنا فسحة من الوقت وليس مستحيلا الوصول إلى مرشح توافقي، فلن نيأس أبدا”. وعن مدى تجاوب الأحزاب مع فكرة مرشح المعارضة، أوضح ربيعي أن ”هذه الأحزاب تتفق معنا في وجهة النظر ولا أستطيع التحدث عن عددها، ولكن مجموعة الأحزاب التي نلتقي بها تطرح قبل كل شيء مسائل عدد المترشحين أو مرشح واحد، و نزاهة الانتخابات، أو أن المرشح جاهز مسبقا وسيفرض على الشعب أم لا؟”، وتابع بأن ”هذا هو الإشكال الحقيقي الذي تفضل الأحزاب السياسية التي تحدثنا معها مناقشته، فالجميع يبحث عن ضمانات النزاهة للاقتراع المقبل”. وواصل المتحدث بخصوص إمكانية دعم الحركة لمرشح من خارجها، بأنه ”لم نصل بعد إلى بلورة هذه الفكرة، لكن سنكثف الاتصالات لعل الجميع يجد طريقه إلى حل توافقي”، لافتا إلى أن ”الرهان لا يكمن في تدعيم الأشخاص بقدر ما يكمن في التوافق على البرنامج السياسي بغض النظر عمن سيحمله”، إلا أن ربيعي لم يخف احتمال اللجوء إلى هذا القرار في حال فشلت الأحزاب في اختيار مرشح من داخلها، مشيرا إلى أن الالتفاف على مرشح قادر على مواجهة مرشح السلطة يجب أن يكون لصالح شخصيات وطنية بارزة أو أسماء لها أوزان ثقيلة. وعن إمكانية تقديم النهضة لمرشحها، قال المسؤول الأول في الحركة، إن ”ذلك أحد البدائل المطروحة، لكن أنا شخصيا أرى أنه لا فائدة من أن تكون الحركة مجرد أرنب، هذا مع احترامي لمؤسسات الحركة التي تبقى سيدة في اتخاذ الموقف المناسب، خاصة وأننا مقبلون على مؤتمر، وممكن أن يثار فيه نقاش حول هذه المسألة، وقد يتم الاتفاق على أن تقدم الحركة مرشحها الخاص بها”، لكن يضيف ربيعي، إن أغلب قياديي الحركة يتوجهون نحو خيار مقاطعة الانتخابات. وقال إن ”كل المؤشرات في صالح دعاة المقاطعة لممارسة ضغط حقيقي على السلطة لفتح الرئاسيات”، مبرزا أن القضية الآن ليست قضية انتخابات فقط، بل هي أكبر من ذلك بكثير، حيث أن الجزائر أصبحت أمام مفترق الطرق، فإما أن تسير في انتخابات شفافة ونزيهة، وإما أن تتمسك بتعنت السلطة ومصادرة إرادة الشعب، ومن ثمة يقول ”سنغرق في الفوضى والتوترات الاجتماعية، ولن نسلم من خطر التدخل الأجنبي”.