قال فاتح ربيعي، الأمين العام لحركة النهضة، إن حركته من حيث المبدأ ليست ضد ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للرئاسة، لكنها ترى أن ترشيحه لولاية رابعة وهو في هذا العمر والمرض الذي يعاني منه ولأربع مرات متتالية، تجعله غير قادر على أداء مهامه الرئاسية. وأضاف ربيعي في تصريح لصحيفة ”الزمان” العراقية، أن الدراسات الحديثة تقول إن أي شخص مهما كانت قدراته لا يستطيع إدارة بلاده لأكثر من عهدتين، داعيا لتحديد العهدات الرئاسية في الدستور، وقال إننا ”لسنا ضد بوتفليقة كشخص، وإنما نعتقد أنه حكم البلاد خلال 15 سنة الماضية وخلال 3 عهدات، هي كافية لتحقيق برنامج أي رئيس”، مضيفا أنه ”نعتقد أن بوتفليقة قد حقق برنامجه بسلبياته وإيجابياته”. وأكد أن ترشيح بوتفليقة جاء بدعم وتشجيع الطبقة المنتفعة من حكمه والمستفيدة من الفساد المالي والإداري للحفاظ على مصالحها ووضعها. وشدد الأمين العام لحركة النهضة أن استمرار بوتفليقة في الحكم لولاية رابعة سيكرس الفساد والإخفاقات والتدخلات الأجنبية ويعمق الفوضى وزيادة التوتر في البؤر الاجتماعية، وأبرز ردا على سؤال حول موقف فرنسا من هذا الترشيح، أن هناك تناغما كبيرا بين ترشيح بوتفليقة والحفاظ على مصالح فرنسا في الجزائر، مشيرا إلى أنه ”لقد أصبحت الفرنسية هي اللغة السائدة بدل العربية خلال حكم بوتفليقة، كما استخدمت الطائرات الفرنسية أجواء الجزائر خلال عمليتها في مالي في سابقة غير معهودة في تاريخ الجزائر”. و أردف ربيعي بأنه من مصلحة فرنسا بقاء الوضع في الجزائر على ما هو عليه، خصوصا وأن فرنسا تحظى حاليا بامتيازات كبيرة في الجزائر، موضحا أن ترشيح بوتفليقة لولاية رابعة كان أمرا متوقعا ولم يكن من المفاجآت في ظل مجموعة من المؤشرات والقرارات التي اتخذها من خلال التعديل الحكومي ووضعه اليد على الوزارات التي لها علاقة بالانتخابات مثل وزارات العدل والداخلية والدفاع والمجلس الدستوري، إضافة إلى أنه أجرى تغييرا في حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في نفس الاتجاه، وأسند أمانته إلى عمار سعيداني، المعروف بالولاء للرئيس وهو شخصية غير معروفة في ظل رفض وتمرد قيادات الحزب على هذا التعيين.