أفرجت، صبيحة أمس، المجاهدة زهرة ظريف بيطاط عن مذكراتها الشخصية التي وسمتها ب”مذكرات امرأة مناضلة”، حيث ارتأت المجاهدة أن تكشف النقاب عن محتوى هذه الشهادات التي أنهت إعدادها منذ سنوات، لكنها رفضت أن تصدرها قبلا، لكن قناعات الأمس تغيرت اليوم في نظرها وهو الذي دفع بها إلى أن تصدر هذه المجموعة بعد مرور أكثر من نصف قرن على استقلال الجزائر، وبعد أن رحل رفقاء الكفاح والنضال في سبيل الاستقلال. كان جناح منشورات دار ”الشهاب”، بقصر المعارض بالعاصمة، مسرحا لهذا اللقاء الذي حضره العديد من رفقاء النضال والمجاهدين والمهتمين بالتاريخ الثوري للجزائر، ووسط الزغاريد والدموع تحدثت ظريف عن هذه المذكرات، التي قالت بأنها جاءت بعد مخاض عسير، وأتى بعد أن كان حبيسا لمدة أكثر من 50 سنة، مضيفة أن ”مذكرات امرأة مناضلة” يحتوي على تجربة خمسين عاما من الجهد والنضال رفقة جزائريين جندوا أنفسهم لتحرير الوطن، وتكريس مبادئ الوحدة والانتماء لجزائر العزة والكرامة، كما نقلت من خلاله يوميات الجيل الذي تنتمي إليه والذي أرادت منذ 1962 محاولة إيصال صورة كاملة عن كل التضحيات التي بذلت لانتزاع الاستقلال. وفي سياق متصل، أكدت المتحدثة على ضرورة معرفة أن الثورة التي اندلعت في نوفمبر كانت محصلة كفاح أجيال تعاقبت منذ 1830، وكانت البداية مع الكفاح المسلح الذي استمر 45 سنة، قادها عظماء الجزائر الذين كتبوا تاريخ بلدهم بدمائهم، بعد أن توصلوا إلى قناعة بأن الحرية تسترجع لا تقدم.