أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تأجيل اجتماعه المقرر في مدينة إسطنبول التركية إلى التاسع من نوفمبر المقبل، لإفساح المجال أمام مساعي التوصل لموقف موحد بشأن مشاركته في مؤتمر "جنيف2". يأتي هذا فيما تواصلت الولاياتالمتحدة مساعيها لإشراك المعارضة بالمؤتمر، حيث التقى السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد أمس، بعدد من قادة المعارضة في إسطنبول. وقالت ماري هارف - مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية - إن السفير فورد موجود حاليا في اسطنبول للقاء المعارضة، معتبرة أن مشاركة المعارضة في المؤتمر "أمر حاسم". وكان اجتماع الائتلاف مقررا في 22 من الشهر الجاري، لكنه أرجئ لتزامنه مع اجتماع "مجموعة أصدقاء سوريا" في لندن، فحدد في الأول من نوفمبر، ليعاد تأجيله أول أمس. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عضو الائتلاف سمير نشار قوله "أرجئ اجتماع الهيئة العامة إلى التاسع من نوفمبر المقبل"، وأوضح أن سبب الإرجاء هو "مواجهة استحقاق جنيف"، مشيرا إلى "وجود جهد دولي وأمريكي تحديدا لمحاولة إقناع الائتلاف بحضور مؤتمر جنيف 2". وأضاف أن "التوجه داخل الائتلاف حتى الآن يميل أكثر إلى عدم المشاركة في المؤتمر"، مشيرا إلى أن إعلان المجلس الوطني السوري - أحد أبرز مكونات الائتلاف - في وقت مبكر رفضه المشاركة في المؤتمر "ولد حالة من النقاشات والجدل في الأوساط الإقليمية والدولية". وتابع نشار أن "الأوساط الدولية تحاول جمع أكبر عدد ممكن من المعارضين في مؤتمر جنيف، والمجلس الوطني السوري مكون سياسي أساسي ومهم في الائتلاف"، مؤكدا أن الإرجاء يأتي لإعطاء مزيد من الوقت للنقاشات ومحاولات التأثير لتغيير المواقف. من جهته، قال هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن هناك شروطا لمشاركة الائتلاف في مؤتمر جنيف 2، بينها القبول برحيل الرئيس السوري بشار الأسد وعدم مشاركة إيران في المؤتمر. وأكد أن الائتلاف يقبل بالحوار مع شخصيات في النظام السوري لم تتلطخ أيديها بدماء السوريين. كما جدد رئيس الائتلاف أحمد الجربا من جهته "ثوابت" الائتلاف للمشاركة في المؤتمر، التي أكد أنه لا نجاح للمؤتمر بدونها، وتشمل إيجاد ممرات إنسانية للمناطق المحاصرة، وإطلاق سراح المعتقلات والأطفال كافة قبل بدء التفاوض، إضافة إلى "انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها، ثم رحيل السفاح"، في إشارة إلى الأسد. وعقب اجتماعها في لندن قبل يومين، أكدت مجموعة أصدقاء سوريا أن "لا دور للأسد في مستقبل سوريا"، في محاولة منها لطمأنة المعارضة السورية وإقناعها بحضور مؤتمر جنيف، الذي يفترض أن يمثل فيه النظام أيضا. في السياق نفسه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، على ضرورة البدء بمرحلة انتقالية في سوريا، عبر تشكيل حكومة تضم النظام والمعارضة.