افتتح سهرة، أول أمس المهرجان الدولي للرقص المعاصر في طبعته الخامسة وسط حضور رسمي ممثل بوزيرة الثقافة خليدة التومي وأعضاء السلك الدبلوماسي للدول المشاركة بالحدث، وعرفت السهرة التي احتضنتها قاعة المسرح الوطني محي الدين باشطرزي تواجدا جماهيريا مهما، حيث افتتح العرض برقصة كلاسيكية على أنغام معزوفة شاكيوفسكي الشهيرة “بحيرة البجع”، والتي قدمتها فرقة الأصاغر للبالي الوطني الجزائري. لتتواصل السهرة بكلمة مباركة قدوري محافظة المهرجان، والتي تحدثت عن مسيرة المهرجان والإنجازات التي حققها البالي الوطني الجزائري، والتحديات التي واجهها خلال العشرية السوداء، كما عرفت الجمهور إلى لجنة التحكيم التي ستحرص على تقييم العروض والتي تضم كلا من المخرج طلعت السماوي من العراق، الكوريغرافية كارديناس بييريتو روزاريو من كوبا، والراقص بابليش رجكو من كرواتيا، وتم بعدها تقديم وثائقي يتطرق إلى مسيرة البالي الوطني الجزائري منذ تأسيسه، والإنجازات التي حققها في مشواره من جوائز وتكريمات دولية، كما لم يغفل الإشارة إلى التحديات والعوائق التي واجهت الراقصين في مسيرتهم، بداية بعدم تقبل المجتمع الجزائري لهذا الفن وصولا إلى معاناة الراقصين خلال العشرية السوداء، وأهدي هذا الوثائقي إلى روح صحرة خميدة المديرة السابقة للبالي الوطني والتي أسست فرقتها الخاصة في سنة 1996، وتواصلت السهرة بتقديم البالي الوطني لعرضه “جسور”، وهو العرض الذي استطاع فيه الراقصون أن يلفتوا انتباه الحضور من خلال تمكنهم الواضح من تقنيات الرقص المعاصر، حيث تعرضوا لموضوع الروابط التي تجمع بين البشر في علاقاتهم الإنسانية، لتليها فرقة “رعد” الصينية والتي حلت ضيف شرف المهرجان، حيث قدمت عرض “كل البحيرات حمراء” والتي امتزج فيه الفني بالسياسي في إشارة إلى الأوضاع التي تعيشها الصين من استحواذ الشيوعية عليها ومعاناة الشعب من تبعات ذلك، وصور العرض في إحدى لوحاته الصين كدمية مسلوبة الإرادة تحركها الكثير من الأهواء، وتتجاذبها الإرادات، والتوجهات المختلفة لتجعلها في النهاية تجتاز الأزمات على حبل رفيع ومهتز، هذا وسيتواصل المهرجان إلى غاية 22 من الشهر الجاري حيث ستقدم 23 فرقة من مختلف أنحاء العالم عروضا للرقص المعاصر تضرب فيها موعدا للجمهور الجزائري مع التميز والإبداع.