تعود الفرقة الفنية “زبرا الوردي”، أو “جميعهم راقصون” من النمسا إلى الجزائر مجددا عبر ركح محي الدين بشطارزي في إطار فعاليات الطبعة الخامسة للمهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر الذي يستمر إلى غاية ال22 من الشهر الجاري بالمسرح الوطني بالعاصمة، تحت شعار “جسور” ووسط مشاركة 20 دولية وكذا الجزائر التي تسجل حضورها في هذه الطبعة ب8 فرق موسيقية راقصة. وحسب بيان تلقت “الفجر” نسخة منه، فإنّ فرقة “زبرا الوردي”، قد قدّمت في جانفي الماضي عرضا بالعاصمة نال إعجاب الجمهور، وحفزها للعودة مجددا هذه المرّة لتقدم عروضا راقصا مختلفة الاثنين المقبل، على ركح محي الدين بشطارزي، وأبرزها الحضور بتقاليد مسرح العالم “برتولد براشت”، الذي مزق رمزيا ستار الخشبة مع المستمعين والمشاهدين، بالإضافة إلى ما تصنعه “الوردي زبرا” من عروض عصرية وآخرها مخطط على الخشبة يضم الدراماتورجيا “فانجا فوتش فرانتشي”، التي تعتمد على الخيال بين الراقصين والجمهور على طريقة جميلة تجذب الحضور إلى إليها وتحاول تعليمه فنون رقص الفرقة، ناهيك عمّا تعمل على تأثير على العين من خلال جملة من الحركات والعادات التي تخص عالما يربط اليوم فصلا من فصول الكرة، كما سيكتشف جمهور بشطارزي هذه المرة هذا الرقص الظاهرة “الفالس”، وهو عبارة عن رقصة يعود تاريخها إلى عصر إمبراطورية “هاسبورغ” والتي استطاعت حتى اليوم جذب واستقطاب العشرات بل الآلاف من السياح إلى العاصمة النمساوية “فيينا” من مختلف دول العام، حيث كانت رقصة “الفالس” في القرن ال19، بمثابة الأمل الذي ينسى به الشعب النمساوي يوميات الحياة وهمومها الصعبة، بالنظر إلى الاضطرابات التي عرفتها آنذاك للبلاد، وبالتالي كان الشعور بالحاجة إلى رقصة “الفالس”، التي لم يتمكن من مقاومتها من خلال الريتم والموسيقى المرافقة لها، أين قضت النمسا الكثير من الوقت في الرقص على هذه النوع الجميل والمميز. ويضيف البيان بأنّ الدبلوماسي الكبير “تالايراند” قد قال ساخطا بخصوص المفاوضات الأوربية الكبرى في فيّينا عام 1814 و1815، “المؤتمر لا يعمل إنّه يرقص”. كما نوه البيان بأنّه لا يمكن أن نسمع فقط ونفهم ما يحدث مع الراقص، لكن يتم العيش والاستمتاع للحظات قوية تشير إلى كيفية تحول المسرح إلى رقص نمساوي.