رافع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، لصالح ترشيح رئيس الجمهورية للرئاسيات، رغم مرضه، بسياقة أمثلة عالمية من القرن الماضي، كتقدم الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفلت، لخمس ولايات كاملة رغم إصابته بشلل الأطفال، مضيفا أن كمال أتاتورك هو الآخر أدى أربع عهدات، لكن سعداني لم يراع الظرف التاريخي وهو خروج البلدان المشار إليها من أزمات حروب فرضت الاستمرارية. عمار سعداني، خاطب الصحافيين الذين أطلقوا ضحكات غصت بها القاعة، عندما قدم أمثلة تعود للحرب العالمية الأولى والثانية، بأن الأمر عادي وصالح لتكراره اليوم، وذكر في حديثه بمناسبة انعقاد أشغال الدورة المركزية للأفالان، أن الديمقراطيات العريقة كالأمريكية والألمانية، شهدت تعدد العهدات، فلماذا لا يحدث الأمر في الجزائر؟! ولم يعر المسؤول الظرف الذي أعيد فيه انتخاب هؤلاء القادة لعهدات أخرى اهتماما، كونهم كانوا في حرب وخرجت دولهم مدمرة من الحرب العالمية الأولى والثانية، وهو معيار اقتضى الحفاظ على عامل الاستمرارية في أعلى الجهاز التنفيذي، عكس الوضع في الجزائر تماما، ولكن رغم ذلك ساق عمار سعداني أمثلة اعتبرها مقنعة، وفي مقدمتها الحصيلة الإيجابية لرئيس الجمهورية منذ توليه الرئاسية سنة 1999. أما الأمر الثاني الذي اعتبره الأمين العام للأفالان مهم في تولي الرئيس لعهدة رابعة، هو تعديل الدستور، داعيا أعضاء اللجنة المركزية للتصويت على دعوة الرئيس للترشح للولاية الرابعة، وهو القرار الذي زكي بالأغلبية الساحقة داخل القاعة. من ناحية أخرى، وفي رده على أسئلة الصحافة، قال سعداني إنه ليس ضد ترشح الأمين العام السابق للأفالان، علي بن فليس، ولكن ”الآن اليد الطولى داخل الأفالان هي لرئيس الجمهورية، وقد زكاه أعضاء اللجنة المركزية والمحافظين ونواب الغرفتين بالإجماع لولاية رابعة”.