لاتزال العشرات من العائلات القاطنة ببلدية البويرة، تنتظر توزيع الحصة السكنية المنتهية بها الأشغال منذ فترة طويلة في إطار السكن الاجتماعي الرامي إلى القضاء على السكنات القصديرية، والذي يدخل ضمن برنامج التحسين العمراني لعاصمة الولاية المنطلق منذ نهاية سنة 2008، والذي يضم مخططا للقضاء على 18 حوشا بوسط المدينة. الحصة السكنية التي كان من المفروض أن توزع منذ أزيد من سنة لفائدة عدد كبير من العائلات القاطنة بالأحواش القصديرية بوسط المدينة كحوش لعناني، حوش عيسات إيدير، حوش عمر خوجة، حوش الفاكتور، وحوش آيت قارة.. إلا أن عملية ترحيل وإعادة إسكان المعنيين لم تجسد على أرض الواقع، ليبقى السكان يكابدون ظروفا معيشية صعبة خاصة خلال فصل الشتاء وسط شبه بيوت مبنية بالطوب والقصدير يعود تاريخها إلى الحقبة الاستعمارية، كان المستعمر الفرنسي يستعملها لتربية الخنازير.. وخلال الجولة التي قادتنا إلى بعض الأحواش غير بعيد عن مقر البلدية الأم، لاحظنا انتشار البرك المائية والأوحال عبر شوارع وأزقة المساكن القصديرية، وصرح لنا أحد السكان قائلا ”لقد سئمنا الوعود الكاذبة التي لم تتحقق بعد فقد هرمنا ولم نرحل”. أما خالتي نورة البالغة من العمر حوالي 60 سنة، فقد أضافت قائلة ”كبرت في هذا المكان وكونت فيه أسرة وسط معاناة كبيرة، وأنا أتمنى في كل يوم استفادتي من مسكن لائق يضمن لي العيش الكريم حتى ولو لأيام معدودات من حياتي”. أما الأطفال فقد وجدناهم يلعبون وسط أكوام النفايات في كل مكان غير آبهين بالأخطار المحدقة بهم والأمراض التي تهدد صحتهم، في ظل غياب أماكن مخصصة للعب وحدائق فضاءات عائلية. احتجاجات يومية ومراسلات في خبر كان رغم الاحتجاجات التي نظمها قاطنو هذه الأحواش، والتي شهدتها عاصمة الولاية أكثر من 10 مرات، إلى جانب الاعتصامات العديدة أمام مقر الولاية، إلا أنه لا جديد ظهر إلى حد الآن، حيث كانوا يتلقون وعودا شفوية لا غير من طرف المسؤولين والمنتخبين المحليين. كما لجأ البعض إلى مراسلة مختلف الجهات الوصية، ولكن لم تكن استغاثتهم إلا مجرد صرخة في واد. حي الفوليتيف.. قنبلة موقوتة في أوجه المسؤولين يعيش سكان حي الفوليتيف، الواقع بوسط المدينة بمحاذاة ثانوية هواري بومدين، جوا من القلق، خاصة بعد عملية الإحصاء التي شرعت في مصالح البلدية والدائرة من أجل ترحيل كل سكان الحي، ليتم بعدها هدمه وإعادة إنجاز مشروع آخر، حيث أن العدد الكبير من الراغبين في الاستفادة من السكنات الاجتماعية أصبح يشكل تساؤلا بالنسبة للسلطات المعنية عن العائلات التي تستحق فعلا ترحيلها وإعادة إسكانها، خاصة أن كل منزل واحد يشمل أزيد من 3 عائلات. عائلات كبيرة في منازل من غرفتين لازال الكثير من العائلات البويرية التي سبق لها أن استفادت منذ أزيد من 30 سنة، من مساكن اجتماعية في انتظار إعادة ترحيلها وإسكانها في مساكن لائقة تتوفر على مختلف المتطلبات اليومية، خاصة أنهم يقطنون حاليا في بيوت متكونة من غرفتين، دون أن ننسى الطالبين الجدد للسكن، الذين وعدهم المسؤولون بإدراج أسمائهم ضمن قائمة المستفيدين من آخر حصة سكنية سيتم توزيعها بالبلدية، إلى جانب سكان مختلف أحياء عاصمة البويرة الذين طالبوا هم أيضا بالتدخل للوقوف على الوضعية المزرية التي يعيشونها داخل سكنات ضيقة منذ عدة سنوات، ما يتطلب ضرورة ترحيل هذه العائلات إلى سكنات جديدة، تجسيدا للوعود المقدمة لهم من طرف المسؤولين الذين وعدوهم بالتكفل بهذه الحالات فور التأكد من أحقيتهم وعدم استفادتهم من إعانات الدولة في وقت سابق. سكنات اجتماعية جديدة ستوزع على مستحقيها وفي سياق متصل أكد ل”الفجر”، أحد المسؤولين عن دائرة البويرة، أن السكنات التي تم توزيعها منذ سنة 1986 كانت موجهة لترحيل قاطني السكنات الهشة بالبلدية، ما حال دون التكفل بملفات طالبي السكن المودعة منذ عشرات السنوات، والتي يفوق عددها 7000 ملف، مؤكدا في نفس السياق أن السكنات الاجتماعية الموجودة على مستوى الولاية سيتم التصرف فيها في بداية سنة 2014، على أن تراعى الأحقية في الاستفادة، وهي الوضعية التي لا تحسد عليها بلدية البويرة التي ستقف أمام معضلة التكفل بهذا العدد الهائل من طلبات السكن ذات الأولوية في الحصول على سكن.. لتزايد عدد المحتاجين أمام التباعد الزمني في برمجة المشاريع السكنية.