عطّرت الوصلات الموسيقية الأندلسية سماء ابن يدون برياض الفتح بالعاصمة، حينما نشطت جمعيتا ”الراشدية” من معسكر و”قرطبة” من العاصمة، اللتين تتنافسان على جوائز الطبعة السادسة، إلى جانب 6 فرق أخرى، السهرة قبل الختامية للمهرجان الثقافي الوطني للموسيقى الأندلسية ”الصنعة”، وسط حضور جمهور غفير كالعادة عاشق للنوبة والطرب الأصيل. اختلفت وتنوعت المعزوفات في سهرة كانت مميزة، عاش خلالها جمهور ابن زيدون أوقاتا ممتعة سافر عبرها إلى الزمن الأصيل الذي يشدو كلمات تغني ألحانا وطربا جميلا، حيث استطاعت جمعيتي ”الراشدية” و”قرطبة” أن تأسر قلبه بالعزف والكلمة لأكثر من ساعة من الزمن وترحل به بعيدا عن الضجيج وصخب الحياة إلى عالم النوبة الأندلسية الجزائرية المستمدة من حضارة غرناطة وقرطبة واشبيلية باسبانيا. أدت جمعية ”الراشدية” لولاية معسكر وصلات ومعزوفات رقيقة بقيادة المايسترو عبد الحميد بن سفير، حيث بدأت بطبع ”المزموم” وغنت مصدر بعنوان ”يا من ساكن صدري” التي تفاعل معها الحضور بقوة، وتلتها أغان أخرى في النوبة على غرار الدرج واستخبار وانصراف، كانت كلها رونقا وعذوبة لم تفارق آذان الجمهور للحظة، حتى اعتلاء جمعية ”قرطبة” من العاصمة، التي أبدعت هي الأخرى وأدت أغان متنوعة في الطباع الأندلسي وقدمت نوبة في ”طبع زيدان” من خلال باقة من الأغاني التراثية وقعتها أنامل شابة وبتأطير من الموسيقي نجيب كاتب، وكان من بين ما أدته ”تحية بيكم” في نوع المصدر ذاته وأخرى بعنوان ”اللوز فاتح” تندرج في درج زيدان كذا ”أما تتقي الله” في نوع انصراف خلاص، أضفت به جوا روحانيا على الحضور في القاعة. يذكر أنّ جمعية قرطبة تأسست سنة 2004، من طرف موسيقيين منحدرين من المعهد العالي للموسيقى للعاصمة وأعضاء من جمعية الفنون الجميلة و”السندسية” بهدف تطوير الموسيقى الأندلسية العاصمية والجزائرية بشكل عام. وتعدّ من جهتها فرقة ”الراشدية” لمعسكر المتأسسة سنة 1999، من قبل موسيقيين لهم خبرة وتجربة باحتكاكهم مع فرق معروفة ك”الغرناطية”، حيث تهدف من خلال برامجها التدريسية إلى الحفاظ على التراث الموسيقي القديم وترقيته.