استنكرت أحزاب المعارضة ما وصفته بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية للجزائر، بعد تصريحات الوزير الأول الفرنسي جان ماك آيرولت، بخصوص صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتطمينه الجزائريين والعالم بأنه بصحة جيدة ويتابع الأحداث عن كثب، متهمة بعض الأطراف بتجنيد الأجانب لإقناع الجزائريين. رفضت بعض أحزاب المعارضة تصريحات الوزير الأول الفرنسي، جان مارك آيرولت، الذي حط رحاله بالجزائر اليومين الماضيين، لتوقيع عدد من الصفقات الاقتصادية في إطار دعم التعاون الاقتصادي بين البلدين، وأكدت أنها غير موضوعية وغير مقبولة، ”لأن الأمر شأن داخلي بحت، لا يحق لأي أحد أن يتدخل فيه ولو كان ضيفا في الجزائر”. واتهمت ذات الأحزاب فرنسا بالتودد للجزائر من أجل الحصول على مزيد من التنازلات ألاقتصادية لإنقاذ مؤسساتها من الانهيار، مستبعدة حصول السلطة على دعم فرنسي لعهدة رابعة، لأن المصالح وحدها من تسير فرنسا. بن بعيبش: ”انظروا إلى اين وصلنا.. فرنسا تطمئننا على صحة رئيسنا!” قال رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش، في تصريح ل”الفجر”، أمس، إن تصريحات الوزير الأول الفرنسي جان مارك آيرولت، غير مقبولة، وإن الجزائريين يرفضون التدخل الفرنسي السافر في شؤونهم الداخلية. ويرى أحد أقطاب مجموعة ال14 للدفاع عن الذاكرة والسيادة، أن السلطة أصبحت تجند الفرنسيين لطمأنة الجزائريين على رئيسهم، لأنها تدرك أنه يثق في تصريحات المسؤولين الفرنسيين أكثر مما يثق في تصريحاتهم، وتابع بأن ”فرنسا تطمئن الجزائريين على صحة رئيسهم”. وأضاف المتحدث أنه ”تعودنا على التدخل السافر الفرنسي في شؤون الجزائر، ولا ينبغي أن ننسى تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي يقدم نشريات للجزائريين عن الأحوال الداخلية للبلاد وعن علاج بوتفليقة، وسألت ”الفجر” أحد مؤسسي التجمع الوطني الديمقراطي إذ ما كان يعتقد أن السلطة نجحت في إقناع الإليزي بعهدة رابعة، في حال ما قرر بوتفليقة الترشح، فأكد أنه لا يمكن الجزم بذلك، لأن فرنسا لا تسيرها العواطف ولا تؤمن بعدو دائم ولا صديق دائم، بل ما يهمها هو فقط مصالحها. بن خلاف: ”الواجب الدبلوماسي يفرض على الوزير الأول الفرنسي التحفظ” عبّر عضو المكتب الوطني لحزب العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، عن أسفه من ”كون أخبار الملفات المصيرية أصبحنا في الفترة الأخيرة نستقيها من الخارج، بسبب انعدام التواصل بن الحاكم والمحكوم”. وقال إن ”فرنسا هي من أخبرنا بفتح أجوائنا لضرب مالي، فرنسا من أخبرنا بتنقلات الرئيس للعلاج في مستشفياتها، والداخلية البريطانية من أعلمتنا بترحيل الخليفة للجزائر، والخارج هو من أخبرنا أيضا بسحب مذكرة توقيف شكيب خليل، وأطلعنا على ملفات الفساد...”، وأضاف ”بأي حق يتحدث الوزير الأول الفرنسي عن صحة الرئيس، خاصة وأن الملفات الطبية سرية، ولا يمكن إعطاء أي معلومات بخصوصها سلبا أو إيجابا، ما بالك إن كان الأمر يتعلق بمسؤول فرنسي عشية الرئاسيات، والواجب الدبلوماسي يفرض عليه التحفظ”، وأشار المتحدث إلى أن هذه التصريحات تدخل ضمن أساليب فرنسا في اختيار الرؤساء كما تعودت، وهذا الأمر مرفوض. ... تواتي: ”عار أن نحتمي بالأجانب لحماية مصالحنا السياسية” وأكد رئيس حزب الجبهة الجزائرية، موسى تواتي، في تصريح ل”الفجر”، أن كلام رئيس الوزراء الفرنسي غير مقبول مطلقا ومن غير المعقول تقديم تصريحات غير موضوعية لتحقيق مصالح وأهداف اقتصادية، وتساءل منذ متى أصبح الوزير الفرنسي جان مارك آيرولت طبيبا ليقدم لنا نشرية صحية عن حالة الرئيس بوتفليقة، وأوضح أنه للحديث عن صحة الرئيس يجب أن يكون هناك أطباء محلفون ومؤهلون للحديث في الموضوع. وأعاب تواتي على المسؤولين الاحتماء بالأجانب وفتح الأبواب أمامهم للتدخل في الشؤون الداخلية، ”لحماية مصالحهم السياسية وتمرير مشاريعهم”. ... أبو جرة سلطاني: ”لا يمكن التعليق على تصريحات الضيوف” من جهته، تهرب رئيس حركة مجتمع السلم، سابقا، أبو جرة سلطاني، بدبلوماسية من التعليق على تصريحات الوزير الأول الفرنسي جان مارك آيرولت، بخصوص تطمينه الجزائريين على صحة رئيسهم، قائلا إنه ”لا يمكن التعليق على تصريحات ضيوفنا”. فاطمة الزهراء حمادي عقب لقاء جمعه به لمدة 45 دقيقة، رئيس الحكومة الفرنسي: بوتفليقة شجاع جدا وقد فاجأني بمتابعته الدقيقة للأوضاع أوضح رئيس الوزراء الفرنسي، جان مارك آيرولت، بحسب ما نقلته الصحافة أمس على هامش الزيارة التي قادته إلى ولاية وهران، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي التقاه، ”بدا شجاعا جدا بعد مرضه، وأنه يتابع باهتمام كل الملفات”، وقال إن ”اللقاء الذي جمعني بالرئيس بوتفليقة، والذي استغرق 45 دقيقة، جرى بشكل جيد جدا، أنه شجاع جدا بعد مرضه”. وأضاف المصدر أن الوزير الأول الفرنسي، قال للصحفيين بوهران إن ”بوتفليقة على دراية جيدة بالملفات، لقد فوجئت كثيرا لكونه يتابع لهذه الدرجة الأوضاع”. وتابع بخصوص التدخل الفرنسي بشمال مالي أن الرئيس بوتفليقة قال له ”كونوا فخورين بما فعلتم في مالي، وقل هذا للرئيس فرانسوا هولاند”. وأعدت الجزائروفرنسا ورقة طريق ”طموحة” تستجيب ”للإرادة المشتركة” المتمثلة في ترقية مستوى العلاقات إلى مستوى قدرات البلدين وطموحات الشعبين، بحسب ما أفاد به بيان مشترك عقب الزيارة الرسمية التي قام بها الوزير الأول الفرنسي، جان مارك آيرولت، إلى الجزائر. وأكد البيان أنه قصد تحقيق الأهداف المسندة إليهما من طرف السلطات العليا في البلدين، استعرض الطرفان الجوانب المتعددة للعلاقات الثنائية ووضعا خريطة طريق طموحة تستجيب للإرادة المشتركة المتمثلة في ترقية مستوى العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى مستوى قدرات البلدين وطموحات الشعبين الجزائري والفرنسي.