يشتكي المزارعون الذين يستصلحون الصحراء الشرقية ببلديات الشريط الحدودي بوادي سوف من تراكم المشاكل التي تخص نشاطهم الفلاحي، بسبب التهميش المسلّط عليهم من طرف السلطات المحلية والوصية على دعمهم التي لم تكلّف نفسها عناء دعمهم في القفار المنسية التي يستصلحونها. طرح هؤلاء عددا من الانشغالات التي يعيشونها على غرار نقص دعم الفلاحين بهذه المناطق الصحراوية، وكذا النقص الكبير في المياه، ما يجعل محاصيلهم وحقولهم عرضة للجفاف والعطش في أكثر من موضع في جميع الفصول، وتزداد الوضعية تأزما كلما زادت درجات الحرارة، مضيفين أنّ من أبرز المشاكل التي تعيق عملهم بهذه الجهة الحدودية هو افتقارهم لتعاونية الحبوب لكون هذه الجهة مختصة بشكل كبير في زراعة هذا المحصول. وأوضح عدد من المزارعين في حديث بعضهم ل”الفجر” أنهم مع كل موسم زراعي يستفيدون من كميات غير كافية من الأسمدة الضرورية في زراعة القمح، بعد انطلاق حملة الحرث والبذر، منذ شهر أكتوبر من العام الماضي. وجاءت هذه الاستفادة عقب موجة الاحتجاجات التي عمت المنطقة أين عمد هؤلاء المزارعون للاحتجاج بمعية بعض السكان الناقمين من تردي الوضع التنموي بالجهة من أجل إسماع صوتهم للسلطات الوصية، نظرا للتهميش الكبير الذي يعاني منه فلاحو المنطقة من خلال تأخر وصول البذور، ونقص الأسمدة، وكذا قلة مراكز التكديس، وتدهور حالة المسالك الرابطة بين المحيطات الفلاحية، فضلا على انعدام الكهرباء في غالب الأماكن وخاصة في كل من منطقتي الشارع والشكشاك، إضافة إلى الصعوبة الكبيرة في التزود بمادة المازوت. وأضاف هؤلاء أنّ كمية الأسمدة التي أفرجت عنها تعاونية الحبوب والبقول الجافة بولاية تبسة، التي تشرف إداريا على شؤون الإقليم السوفي، نظرا لعدم وجود تعاونية ولائية بولاية الوادي، كمية يراها هؤلاء المزارعون غير كافية حيث ظفر كل فلاح ب 10 قناطير فقط، يوزعها على مئات الهكتارات، خاصة بعد ارتفاع توقعات مديرية المصالح الفلاحية بالوادي بتوسع المساحة المزروعة من القمح هذا العام بذات المنطقة إلى حوالي 5000 هكتار. ودفع الوضع المقلق بالمزارعين إلى توجيه مناشدة لوالي الولاية من أجل التوسط لدى تعاونية الحبوب بوكالة تبسة لزيادة كمية الأسمدة الموجّهة لمنطقة بن قشة، كحلّ استعجالي في الوقت الراهن، وطالبوه أيضا بضرورة فتح تعاونية للحبوب والبقول الجافة مستقلة بالولاية تخلصهم من براثن البيروقراطية التي تمارس في حقهم من قبل ذات التعاونية المذكورة. في حين دعت فعاليات المجتمع المدني بالشريط الحدودي بالطالب العربي كافة المنتخبين من ولاية الوادي في البرلمان بغرفتيه والمجلس الولائي، إلى التخندق في معسكر واحد من أجل تحقيق ذات المطلب، خاصة بعد نجاح زراعة الحبوب بمناطق عدة من ولاية الوادي كحاسي خليفة وڤمار وغيرهما. من جانب آخر، يشتكي مزارعو قرية الغنامي الحدودية الواقعة بجنوب بلدية دوار الماء، التابعة لدائرة الطالب العربي، من عدة انشغالات أعاقت نشاطهم الفلاحي، كقلة المسالك الفلاحية وتأخر وصول المبيدات والأدوية، وكذا مشكلة تسويق التمور وغياب الإرشاد الفلاحي، بحكم العزلة المفروضة على المناطق الحدودية. وتتعاظم الأزمة بشكل أكبر على صعيد بساتين النخيل، حيث تمر هذه الأخيرة بأزمة جفاف ونقص حاد في مياه السقي منذ أشهر عدة، جراء تدهور القنوات الناقلة لهذه المادة الحيوية من المنبع الرئيسي الواقع بمدخل القرية والمؤدي للمحيط الفلاحي بشمال التجمع السكاني بالمنطقة. وقد ناشد هؤلاء الفلاحون مديرية المصالح والغرفة الفلاحية لولاية الوادي والسلطات المحلية بالجهة ضرورة التسريع في إيجاد حلول تخرج آلاف أشجار النخيل من دائرة الخطر وتنقذها من الهلاك المحقق.