أصدق ما قاله وزير العدل السابق، أمس لصحيفة ”الوطن” الجزائرية، أن الأمين العام للأفالان سعداني زاره في مكتبه بالوزارة وطلب منه إبعاد اسم شكيب خليل من ملف سوناطراك 2 المفتوح أمام العدالة، لأنني شخصيا وفي لقاء مع سعداني في مكتبه بحيدرة يوم عقد اتفاق بين الجبهة وحزب عمار غول ”تاج”، قال لي فيما قال، إن عزل محمد شرفي من على رأس وزارة العدل سببه ملف سوناطراك 2، ولأنه تجرأ وطرح القضية أمام الأنتربول لملاحقة خليل في غياب رئيس الجمهورية. نعم قال لي سعداني إن شكيب خليل مظلوم وهو أحسن وزير عرفته الجزائر وأنه نزيه وهو من أدخل الأموال للجزائر، وأكثر من ذلك قارن بين خليل وإسعد ربراب وقال لي ”أيهما في رأيك أكثر خطورة على البلاد، شكيب أم ربراب؟”، قلب بسذاجة ”طبعا خليل لأنه هرب الأموال”، قال ”لا! بل ربراب الذي أكل الدنيا”!؟ قلت ربراب أمواله هنا وهو يوظف جزائريين، صحيح أن البنوك تقرض ربراب لكنه هو وأمواله هنا؟ فرد رجل الأفالان بغضب قائلا ”لا”! وأضاف أتدرين لماذا عزلوا شكيب خليل؟ نعم، أضاف، عاقبوه لأن الرئيس كان سيعيّنه رئيسا للحكومة، لأنه هو من ”جاب له” - هكذا قال - العهدة الثانية من أمريكا، وأمريكا هي التي فرضت على الجيش أن يبقى بوتفليقة رئيسا”. نعم هذا ما قاله سعداني لي حرفيا عن شكيب خليل ونظرته للعدالة وعقاب شرفي لأنه اعتقد أن الرئيس لما يتكلم عن محاربة الفساد كان صادقا، عندما قال إنه لن يتسامح مع من ثبت تورطهم في قضايا الفساد. نعم العهدة الرئاسية الثانية ”جابها” شكيب خليل من أمريكا، والمقابل كان قانون المحروقات الذي أعطى فيه شكيب خليل لأمريكا حق استغلال ما فوق الأرض وما تحتها، وكان سيرهن البلاد لولا وقوف الرجال له بالمرصاد، القانون الذي صادق عليه البرلمان في عهد سعداني لما كان رئيسا للمجلس الشعبي الوطني، وما كان ليسحب لو لم يتدخل الرئيس الفنزويلي الراحل شافيز والضغط على بوتفليقة لإلغائه، وكذا وقوف بعض الوطنيين الأحرار ومنهم لويزة حنون. لم أقل هذا في حينه، لأني كنت أحرص دائما على صيانة الأمانة وألا أخون ثقة من يسر لي بأمر، لكن ما دامت البلاد كلها صارت رهينة مصالح زمرة سعداني، فلن أسكت.