تعالج المحاكم الجزائرية يوميا قضايا فريدة من نوعها أبطالها رواد ال”فايسبوك”، حيث بالنظر للإستغلال الواسع للتكنولوجيا من طرف الشبان، تعددت أساليب التعارف وباتت إحدى أهم الوسائل لربط علاقات بين الجنسين من مختلف الأعمار، بما فيها علاقات مشبوهة عنوانها صور ”مفبركة” ووظائف وهمية وتفاصيل عن الحياة منافية للواقع، وأكاذيب حول الهوية.. تلك أسهل طرق تستعمل على صفحات التواصل الاجتماعي على غرار فايسبوك، سكايب، وتويتر.. وقائع مريرة تجعل الطرف الآخر ”المتواصل” إذا تعرض للكذب تحث تأثير صدمة نفسية تفقده الثقة في جميع مستخدمي مواقع التواصل، خاصة من الفتيات اللواتي يتم إيهامهن بربط علاقات جدية كالزواج. بحكم تواجدنا في قاعات المحاكم الجزائرية بشكل يومي، ارتأينا أن نرصد للقراء أهم القضايا التي تمت معالجتها في محاكم مختلفة، والتي وقعت فيها قاصرات فريسة سهلة لشبان استعملوا فايسبوك كساحة لتفيذ جرائمهم. عندما تتحول أداة التواصل إلى أداة للتشهير والابتزاز تحول فايسبوك في الآونة الأخيرة إلى أداة للتشهير قد يصل أحيانا إلى ارتكاب جرائم تهديد وابتزاز عن طريق المساس بحرية الأشخاص، من خلال نشر صور وفيديوهات خليعة و”مفبركة” في إطار تصفية حسابات شخصية أوتحصيل أموال. وكثيرا ما تنتهي هذه التهديدات أمام المحاكم، فكثيرون هم من خدعوا بصور أو محادثات، أو تعرضوا للابتزاز والتهديد والنصب. شاب ينشر صورا وفيديوهات خليعة صديقته عبر الفايسبوك تابعت فتاة، صاحبة 22 سنة، صديقها لإقدامه على نشر صورها الشخصية عبر شبكة التواصل الاجتماعي ”الفايسبوك” ناهيك عن تهديدها وسرقتها وضربها، ليودع إثرها المؤسسة العقابية ويحال على المحاكمة عن ثلاث قضايا منفصلة تعلقت بالسرقة التهديد والضرب والجرح العمدى والمساس بحرمة الحياة الخاصة للأشخاص، بالإضافة إلى تهمة حيازته أفلاما خليعة وفيديوهات مخلّة بالحياء عثر عليها في هاتفه النقال. ملابسات هذه القضية جاءت بعد إفادة الضحية بإقدام المتهم على سرقة هاتفها النقال الذي كان يحوي صورها الشخصية وأخرى لأفراد عائلتها، ليعمد إلى نشر صورها عبر شبكة الفايسبوك، ما مس بحرمة حياتها الشخصية ووضعها في متناول عامة الناس، فضلا عن ضربها وتهديدها.. ليؤكد أثناء محاكمته أنه كان على علاقة بالشاكية طيلة 5 سنوات وتقدم بعدها لخطبتها، غير أن أهلها رفضوه دون أن تتخلى عنه الفتاة أملا في عدول أهلها عن قرارهم السلبي، ومع ذلك ظل أهل الفتاة متعنتين، ما دفع الشاب لأخذ قرار الانفصال عن صديقته التي راحت تفتعل قضايا الحال لزجه بالسجن - حسبه - انتقاما منه على تخليه عنها. نادل بمقهى يتحول إلى ضابط سام بالجيش أما جميلة، صاحبة ال 25 عاما، فتعرفت عبر صفحات الفايسبوك على أحد الشبان الذي ادعى أنه ضابط سام بالجيش، مدعما محادثاته بصور مفبركة، حيث أرسل لها صورته الشخصية والوهمية لاستمالتها، وأوهمها أنه يفكر في ربط علاقة جدية معها وهو يبحث عن نصفه الثاني. وما كان عليها إلا أن وثقت به ودام تواصلهما أكثر من سنتين بعد تعلقها به وإدمانها على محادثاته، إلى أن كشفت أمره، حيث لم تكن تتخيل أنه كبير في السن ومتزوج، ويعمل بمقهى كنادل، فصدمت عند لقائه بعد أن رسمت أمالا وأحلاما وردية تبخرت في الأخير. استدرجها عبر ”سكايب” إلى فندق وأحرقها بسيجارة بدأت قصتهما الرومانسية على موقع التواصل الاجتماعي ”سكايب”، حيث ظلا مدة طويلة على تواصل، قبل أن تقرر الضحية لقاء المتهم الذي يقيم بتلمسان وطلبت منه لقاءها بالعاصمة، حيث حضر المتهم والتقيا بفندق محاذي لمستشفى مصطفى باشا الجامعي، غير أن المتهم الذي يعيش في وضعية ميسورة الحال ادعى أنه لا يملك مصاريف لدفع فاتورة الفندق، وهو ما جعلها تقنعه بالحضور تحت تكاليفها الشخصية، لكن ما حدث أن المتهم اعتدى عليها جنسيا واحتجزها مع حرقها بسيجارة وإجبارها على ممارسة الفعل المخل بالحياء. وبعد تقديمها لشكوى ضده كسبت القضية وأدين أمام محكمة سيدي امحمد بعقوبة 18 شهرا حبسا نافذا. وكانت هذه الحادثة صدمة نفسية كبيرة بالنسبة للفتاة. قاصر تحرض صديقها على سرقة مجوهرات عمتها أقدم المدعو (م.م) على سرقة ما قيمته 150 مليون سنتيم من المجوهرات و 9 ساعات ثمينة تفوق قيمتها 9 ملايين سنتيم، فضلا عن 5 هواتف نقالة، وذلك بالتواطؤ مع صديقته القاصر التي قامت بتسليمه مفتاح منزل عمتها ليقوم بعملية السرقة.. حيث كانت تقطن عند بيت عمتها وتتكفل بحراسة طفليها نظير مبلغ 3 آلاف دج شهريا، ليأتي اليوم الذي تتعرف على المتهم في قضية الحال عبر موقع التواصل الاجتماعي ”فايسبوك”، أين تعلقت الفتاة به بشدة، ما جعله يستغل تلك المشاعر ليجرها وراء نواياه الشريرة، مقنعا إياها بمخططه الجهنمي في سرقة منزل عمتها التي ائتمنتها على أطفالها وعلى كامل منزلها، لتطعنها في الظهر بعد أن قدمت مفاتيح المنزل إلى صديقها، من أجل تنفيذ مخطط سرقة المجوهرات وبيعها في السوق السوداء بمنطقة باب الوادي، بقيم مالية متفاوتة تراوحت بين 9 ملايين سنتيم تمثلت في قيمة المجوهرات ومبلغ مالي قدر ب 5 ملايين سنتيم. وفور عودة الضحية إلى مسكنها وباكتشافها للسرقة أسرعت لتقييد شكواها ضد مجهول، ليتبين فيما بعد أن ابنة أخيها كانت شريكة في عملية السرقة. ولدى استجواب المتهم أمام محكمة الجنح لبئرمرادرايس اعترف بالجرم المنسوب له، مدعيا أنه قدم مبلغ 5 ملايين سنتيم لشريكته، في حين تراجعت هي عن تصريحاتها أمام القاضي. أربعة مراهقين ينفذون عملية سطو باتفاق مع ابن الضحية وقائع هذه القضية التي شهدت فصولها إحدى سكنات حي مرزوق ببن عكنون في العاصمة، السنة الماضية، خطط لها حسب رواية المتهمين الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و19 سنة، أحدهم يزاول دراسته رفقة ابن الشاكية بالصف الثاني ثانوي، وآخر يقيم لدى جدته وهي جارة الضحية، فيما يمتهن آخر الحلاقة والرابع متربص. وبإجماع في التصريحات، خطط له ابن الضحية بعدما أخطرهم عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي ”فايسبوك” أن خاله يودع بمنزلهم مبالغ مالية معتبرة. ولتأكيد أقواله افترش لهم سريره بمبالغ مالية شملت أوراقا نقدية ذات فئة ألف وألفي دج، وقام بعرض الصور عليهم وأقنعهم بالاستيلاء عليها لقضاء عيد رأس السنة بوهران. وبينما ظل المخطط للعملية نائما بالمنزل لإبعاد الشبهات عنه، ترك لأصدقائه حقيبة بها أقعنة ونظارات سوداء فضلا عن أسلحة بيضاء، ليقتحم ثلاثة منهم المنزل، فيما ظل آخر يترقب تحركات السكان بالخارج، إلى أن لمحت صاحبة المنزل أحد المتهمين وهمت بالصراخ لتتمكن من توقيفه بمساعدة ابنها الرأس المدبر، ثم التحق بهما الخال والجيران، ليتم تفكيك خيوط الجريمة وتمت إدانتهم أمام محكمة بئرمرادرايس بعقوبة السنتين حبسا.