استفاد قطاع الشؤون الدينية والأوقاف بولاية قسنطينة من مشاريع كبرى في إطار التحضير لاحتضان تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سنة 2015، على غرار مشروع المركز الثقافي الإسلامي، إعادة بناء مسجد أحمد حماني المنهار بالمدينة الجديدة علي منجلي، وتجهيز دار الإمام بوسط المدينة، بالإضافة إلى تهيئة مسجد الأمير عبد القادر والجامعة الإسلامية. هذه المشاريع المسجلة التي أعطي الضوء الأخضر لإنجازها منذ مدة، البعض انطلقت فيها الأشغال وأخرى لم يشرع في تجسيدها لأسباب غير معلومة، حيث تحتم على وزارة الشؤون الدينية لإدراجها في برنامج استعجالي من اجل الاستعداد للتظاهرة، خاصة أن الثقافة الإسلامية ستنال حصة الأسد من برنامج هذه التظاهرة. ملف تهيئة مسجد الأمير عبد القادر الذي تأخر تبليط ساحته المجاورة للجامعة الإسلامية وتجديد مسالكة سقوفه وتزويده بمكيفات الهواء، وهذا منذ صيف 2007، تاريخ تسريح الجهات المختصة لمبلغ 30 مليار لإنجاز ما سلف ذكره بأكبر مسجد في الجزائر. غير أن تأرجح الملف بين مديريتي الشؤون الدينية والأوقاف والتجهيزات العمومية وقف في طريق استكمال مراحل المشروع الذي أصبح تجسيده حتمية لا مفر منها باقتراب موعد التظاهرة، لأن ساحة المسجد أصبحت في وضعية كارثية، وسقوفه اهترأت ما يشكل خطرا محدقا على المسجد بكامله. يضاف إلى ذلك عدم قدرة المصلين على تأدية الصلاة في فصل الصيف ووقت الجمعة بسبب الحرارة المرتفعة والإقبال الكبير للمصلين في ظل تأخر تزويد المسجد بمكيفات هواء. 500 مليار سنتيم لتهيئة المسجد ومحيطه صرح يوسف عزوزة، مدير الشؤون الدينية بقسنطينة، أن المديرية رصدت مبلغ 5 مليار دينار من أجل إعادة الاعتبار لهذا الصرح بتهيئة المساحات الخضراء، إعادة تغيير الرخام، إعادة تهيئة موقف السيارات وكدا تزويده بإضاءة جديدة حديثة، وغيرها من النقائص التي سيتم استدراكها بالمسجد. كما سيتم تدعيم المسجد بأعمدة على طول 150متر مربع لحمايته من الانزلاقات، خاصة بعد الاهتراء الذي أصابه بفعل تسرب المياه له وكذا أشغال التراموي الذي أثرت عليه. وقد أكد أن الأشغال ستنطلق في الأسبوع المقبل، وأسندت إلى شركة جزائرية - إسبانية بإشراف مديرية السكن والتجهيزات العمومية وأضاف نفس المتحدث أنه من المزمع الانطلاق في القريب العاجل في إنجاز مشروع مركز عربي للأبحاث والدراسات الإسلامية، وهذا بالقرب من الجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر. كما تقدمت المديرية بطلب إلى وزارة المالية من أجل بناء مركز ثقافي إسلامي في كل دائرة من الولاية. وفي نفس السياق أضاف مدير الشؤون الدينية والأوقاف بقسنطينة أن برنامج قطاعه يدخل ضمن البرنامج الاستعجالي الذي سطرته الدولة بالولاية من أجل الإسراع في إنجاز المشاريع قبل احتضان التظاهرة. وأضاف أن قطاعه قد أحصى ما مجموعه 348 صرح ديني بالولاية 85 بالمائة منها مساجد، 14 زاوية، 18 مدرسة قرآنية، معهد إسلامي لتكوين إطارات الأسلاك الخاصة بقطاع الشؤون الدينية. وقد أكد يوسف عزوزة أن الأشغال ستنطلق في الآجال القريبة بعد وضع بطاقة تقنية للمساجد الموجودة بالمدينة القديمة، على غرار مسجد سيدي لخضر، جامع سيدي الكتاني، جامع حسن باي وجامع سيدي محمد بو عبد الله الشّريف، حيث ستعطى الأولوية للمساجد المتضررة والأشغال تكون بالتناوب. وتعتبر هذه المساجد ذات أهمية بالنسبة لولاية قسنطينة للقيمة التاريخية والأثرية لأنها كانت شاهدة على المراحل التاريخية التي مرّت بها قسنطينة. كما أكد نفس المتحدث أنه سيتم تدعيم المساجد وتقديم مساعدات للمساجد التي وصلت بها الأشغال إلى 70 بالمائة لإتمامها.