الجزائر استهلكت أزيد من 50 بالمائة من احتياطاتها الطاقوية شدّد الرئيس المدير العام الأسبق لمجمع ”سوناطراك” عبد المجيد عطار، على ضرورة استغلال الغاز الصخري في ظل تراجع الإنتاج الجزائري من مصادر الطاقة التقليدية، مشيرا إلى أن استغلاله لا يمثل تهديدا للبيئة باعتبار أن الاحتياطات الجزائرية غير التقليدية تتمركز في الصحراء وبعيدا عن التجمعات السكانية. قال الرئيس المدير العام الأسبق لمجمع ”سوناطراك” والخبير النفطي، عبد المجيد عطار أمس على هامش ندوة متبوعة حول التحول الطاقوي في الجزائر نظمتها جمعية مهندسي الدولة المتخرجين من المعهد الجزائري للبترول، أن حجم احتياطات الجزائر من مصادر الطاقة التقليدية من النفط السائل تقدر بحوالي 2.5 مليار طن مشيرا إلى أن 50 بالمائة مؤكدة فيما 50 بالمائة منها غير مؤكدة الاستغلال، أما فيما يخص احتياطات الغاز فتقدر ب4500 مليار متر مكعب الذي اعتبر عطار أن 50 بالمائة من الاحتياطي مؤكدة أي ما يساوي 2300 مليار متر مكعب أما فيما يخص ال50 بالمائة غير المؤكدة قال عطار أنها توجد في حقول صغيرة وصعبة الاستغلال، أما فيما يخص حجم الاحتياطات الجزائرية من مصادر الطاقة غير التقليدية استند عطار إلى المعطيات التي قدمتها شركة سوناطراك ووزارة الطاقة والمناجم الأخيرة الصادرة في سنة 2013 التي تقدر ب168 ألف مليار متر مكعب من الغاز الصخري مضيفا أن سوناطراك التي قامت بحفر بئر للتأكد التقني من وجود هذه الثروة وسطرت برنامجا آخر خلال 2014 والذي ينص على حفر بئرين، وأضاف عطار أن الجزائر استهلكت أكثر من نصف احتياطاتها المؤكدة القابلة للاستغلال من النفط والغاز حيث أنه منذ سنة 2002 الإنتاج الوطني من المحروقات بدأ يتراجع رغم الاكتشافات التي تحقق سنويا لكن ليست كبيرة. أما فيما يخص استغلال الثروات غير التقليدية قال الرئيس المدير العام الأسبق لمجمع ”سوناطراك” أنه يساند فكرة استغلال الغاز الصخري مشيرا إلى أن استغلاله ليس بالخطورة التي يتخيلها البعض بحيث أن الظروف والمعطيات التي تتوفر عليها الجزائر ليست مثل بلدان أخرى مشيرا إلى أن الغاز الصخري الجزائري يوجد في الصحراء وبعيدا عن التجمعات السكانية ولكن يكون له أثر سلبي على البيئة، وأضاف عطار أن استغلال الغاز الصخري سوف يكون موجه لتغطية الطلب الداخلي فقط ولن يكفي للتصدير. ومن جهتهم أعطى الخبراء المنظمين للندوة صورة قاتمة حول مستقبل المحروقات في الجزائر، مشيرين إلى أن الاحتياطات الوطنية متواضعة جدا مؤكدين أنها تتراجع بشكل كبير والإنتاج لا يكفي لضمان الاستهلاك المحلي، وفي هذا الصدد دعا توفيق حسني رئيس جمعية مهندسي الدولة المتخرجين من المعهد الجزائري للبترول إلى ضرورة عقلنة الاستهلاك الداخلي للطاقة والبحث عن مصادر طاقوية جديدة ومتجددة، ومن جهته قدّر متقاعد من شركة سوناطراك أن حجم الاحتياطات الطاقوية الموجودة والمؤكدة اليوم لن تكفي ل15 سنة المقبلة مؤكدا أن احتياطات الجزائرية تقدر ب8 مليار طن معادل نفطي تم استغلال 4 مليار طن.