بلدية بكارية، الواقعة على بعد 12 كلم شرق تبسة، واحدة من المناطق السياحية الهامة بولاية تبسة، إلا أنها رغم ما تتوفر عليه من مواقع طبيعية ومكنوزات تاريخية تعبر عن حضارة المنطقة، كمنبعي الخنقة وتنوكلة، لم ترق كمثيلاتها من المناطق الأخرى إلى استقطاب الزائرين والسياح، إذ يقدم المنبعان المذكوران سالفا كميات هائلة من المياه الصالحة للشرب لتموين بعض قاطني مدينة بكارية. وبحكم موقعها الذي يسحر الناظرين يرى سكان بكارية أن الاهتمام بهذين المنبعين ضرورة لابد منها لخلق مناطق سياحية ينشطها المستثمرون، ما سيسمح باستقطاب العائلات من كل صوب، وسيوفر ذلك بدوره مناصب عمل لفائدة شباب المنطقة الذي يعاني بشكل كبير من آفة البطالة الخانقة. ويقول المواطنون إن موقع المنبعين اللذين يستقطبان العديد من العائلات التي تأتي من مختلف مدن الولاية يتوسط منقطتي الحويجبات وبكارية، ويمكن أن يشكل منتجعا سياحيا وفسحة طبيعية رائعة لفائدة العائلات التبسية. كما تقترح بعض العائلات التي التقيناها بالمكان إعادة تأهيله من قبل السلطات المحلية أو المستثمرين الخواص للتمكن من الاستمتاع بما يزخر به من جمال طبيعي أخاذ. من جهته رئيس بلدية بكارية يقول إن المنبعين بحاجة فعلا إلى تاهيل، فهما مرفقان سياحيان هامان من شأنهما أن يطورا الحركة التجارية بمدينة بكارية التي تزخر بمواقع سياحية جد رائعة، لكنها مهملة وتحتاج إلى التفاتة واهتمام من قبل السلطات المحلية، وتسهيل الاستثمار بها بالنسبة للشباب الراغب في ذلك، مضيفا أن منبع الخنقة لوحده يزود جزءا كبيرا من سكان مدينة بكارية بالمياه الصالحة للشرب ويمون خزانا بسعة 300 متر مكعب، ومنبع تنوكلة ساهم بشكل فعال في الحد من أزمة المياه الشروب بالنسبة لقاطني المناطق المتواجدة بالشريط الحدودي، مضيفا أن بكارية تزخر بالعديد من المناظر الطبيعية الخلابة التي كانت تقصدها العائلات بكثرة خلال الاعوام الماضية، لكن اعتراض محافظة الغابات على تجوال المواطنين داخل هذه المساحات الغابية جعلها مناطق مهجورة رغم ما تستطيع توفيره من أرباح مادية إذا تم الاهتمام بها وتحويلها إلى مناطق سياحية استثمارية.