عاشت شبه جزيرة القرم أمس على وقع الانقسام في التوجهات بين سكان المنطقة، حيث كانت مسرحا لمواجهات حادة بين أنصار الانفصال عن أوكرانيا للانضمام إلى روسيا، ومؤيدي الولاء للعاصمة كييف، في وقت أكد فيه رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك أن بلاده لن تتنازل عن شبر واحد من أراضيها لصالح موسكو متهما قوات هذه الأخيرة باحتلال شبه الجزيرة منذ نهاية الشهر الماضي، فيما سيطرت قوات روسية على موقع تابع لحرس الحدود في شبه الجزيرة واحتجزت نحو 30 جنديا داخله شدّد رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك خلال تجمع بمناسبة الذكرى المئتين لولادة الشاعر الاوكراني تاراس شفتشنكو، رمز استقلال أوكرانيا، على وحدة الأراضي الأوكرانية، موجها رسالة حادة النبرة للقادة الروس بأن الأوكرانيين لن يتنازلوا عن أي شبر من تراب البلد رغم التحدي الكبير الذي تواجهه أوكرانيا المستقلة، مؤكدا تضافر الجهود الداخلية السياسية والدبلوماسية من أجل إيجاد حل سريع للأزمة التي تعيشها بلاده، مشيدا بالدور الذي تلعبه كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا لصون استقلال كييف، وتجمع آلاف الأوكرانيين لأحياء ذكرى شاعر الحرية إلا أن هذا التجمهر سرعان ما تحول إلى مواجهات اندلعت في سيباستوبول بين أنصار موسكو ومؤيدي كييف اين تجمّع مساندو البقاء في أوكرانيا والمطالبين بالانتماء مجددا لموسكو، حيث تعرض حراس التجمهر لهجوم مفاجئ من قبل نحو مئة شخص يحملون الهراوات، واستولوا على عدد من السيارات تعود للحراس قائلين أنها ملك حركة ”برافي سكتور” القومية شبه العسكرية التي كانت في مقدمة الحركة الاحتجاجية التي شهدتها كييف ضد الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، ما دفع الشرطة إلى اعتقال خمسة على الأقل من الحراس فيما لم يكشف عن عدد الجرحى الذي أصيبوا في المواجهات. إلى ذلك ذكر متحدث باسم حرس الحدود الأوكراني أن قوات روسية سيطرت أمس على موقع تابع لحرس الحدود في شبه الجزيرة واحتجزت نحو 30 جنديا داخله، وأضاف المصدر أنه تمت السيطرة على قاعدة تشيرنومورسكوي الواقعة على الطرف الغربي لشبه جزيرة القرم دون إراقة للدماء صباح أمس، مشيرا إلى سيطرة القوات الروسية على 11 موقعا تابعا لحرس الحدود في القرم، وكانت سيطرة القوات الروسية على المنطقة في جنوبأوكرانيا قبل 11 يوما تمت بطريقة سلسة، حيث تبقى القوات الأوكرانية محاصرة في عدد من القواعد دون أي مقاومة مسلحة.