دخل رجال أعمال في ماراطون من أجل تمويل حملة العهدة الرابعة للرئيس، بمبلغ مالي قدره 750 مليار سنتيم، في مناخ غاب عنه أي اهتمام بالبرنامج السياسي، لأن قاسمهم المشترك هو التوصل إلى رفع حجم استثماراتهم وأرقام أعمالهم ومضاعفة الأموال التي تبرعوا بها في الحملة، عبر مشاريع ما بعد الرئاسيات. ترك المبلغ المالي الضخم المرصود للحملة الانتخابية للعهدة الرابعة، انطباعا بأن الجزائر تقترب في هذا الجانب فقط، إلى السيطرة التي يفرضها رجال المال والأعمال في الدول الرأسمالية الكبرى، على المسار السياسي لبلدانهم، حيث بلغ سقف المال المرصود للحملة الانتخابية للعهدة الرابعة هذه المرة، رقما مثيرا للجدل قدر ب750 مليار سنتيم، والذي لم يأت من العدم وإنما من السياسة التي كرسها محيط رئيس الجمهورية في دمج السياسة بالمال، وتغليب هذا الأخير على البرامج. ويتقدم المجموعات المالية الداعية للرئيس، أنصار تقليديون ورجال مال وأعمال سبق وأن مولوا الحملات الانتخابية للعهدات السابقة، وهم رجل الأعمال في قطاع الأشغال العمومية والبناء، علي حداد، وعمر ربراب، الذي فضل هذه المرة الظهور العلني، بعدما مول الحملة الخاصة بالعهدة الثالثة سرا، حيث لم يجد ربراب، هذه المرة، حرجا في الظهور رفقة أنصار الرابعة، ولم يتخلف رشيد طحكوت، رجال الأعمال الذي يمسك بقطاع النقل الجامعي برمته، عن ركب ممولي الحملة. والمميز أيضا في الحملة الرابعة هو انخراط مجموعات جديدة لنوادي المال في السياسية، حيث التحق بقوة هذه المرة متعاملو السيارات والعلامات الجديدة، التي لم ترد البقاء منزوية، واقتربت هي الأخرى لعرض خدماتها أملا في توسيع نشاطاتها وأرقام أعمالها مستقبلا، ومنها مجموعة محمد بايري، التي تسير علامات ”إيفال” و”مازدا”، فضلا عن أحمد مازوز، رئيس مجمع ”معزوز” الذي يسوق سيارات ”كيو كيو”، وكذا مجموعة ”حسناوي” رجل الأعمال الشهير الذي يسيطرعلى قطاع الإلكترونيك والسيارات، من خلال تسويق العلامة اليابانية نيسان. ... المال ”الفاسد” يشارك في رئاسيات 17 أفريل بقوة وتعهد العشرات من رجال المال والأعمال، بتمويل الحملة الانتخابية للمرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، وتقديم الدعم المادي اللازم لتسيير حملة انتخابية في المستوى، حسب ما أفادت به مصادر من هيئة أركان الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة، وأكدت ذات المصادر أن رجال الأعمال المعروفين بقربهم من محيط الرئيس انطلقوا في تقديم شيكات بالملايير لدعم الحملة الانتخابية لبوتفليقة. وحسب ما أفادت به مصادر متطابقة، فإن رجل الأعمال الأول في مجال الطرقات يعتبر الأكثر مساهمة في كل الحملات الانتخابية السابقة من 1999، 2004، 2009. وأضافت أنه وعد بتقديم 200 مليار سنتيم، لإدارة الحملة الانتخابية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، خلال رئاسيات 17 أفريل، إضافة إلى وسائل لوجستيكية أخرى، حيث سيضع حظيرة سيارات بأزيد من 300 وحدة، تحت تصرف إدارة الحملة الانتخابية، شريطة أن لا يظهر هو في مقابل ظهور أحد أصدقائه، الذي كان وزير سابقا في التسعينيات وأحد المقربين من محيط الرئيس. ويقول ذات المصدر إن رجل الأعمال المعني قدم أول أمس، مبلغا ماليا يقدر بقيمة 12 مليار سنتيم، دفعة واحدة، من أجل تجهيز مقرين أساسيين للحملة الانتخابية، الأول في بلدية حيدرة، لصالح ممثلي الأحزاب الأربعة المعروفة، والثاني بالأبيار، لصالح هيئة الأركان العام للحملة الانتخابية. وتوضحت ذات المصادر أنه انخرط في العملية هذه المرة، رجال أعمال ونواب في البرلمان، حيث وعد 4 نواب من تبسة، البيض، قسنطينة وعنابة بجمع 100 مليار سنتيم، أي 25 مليارا لكل نائب برلماني.