سلط العديد من المختصين في الفن الرابع الضوء على ثراء رصيد الكاتب المسرحي الراحل عبد القادر علولة (1939 - 1994) الذي يعد مصدر إلهام لكل فنان بمناسبة الطبعة الأولى من اللقاءات المخصصة لهذا الفنان الراحل التي افتتحت أمس أول بوهران. وأوضح الكاتب المسرحي مراد سنوسي على هامش مراسم افتتاح هذه التظاهرة بالمسرح الجهوي لوهران أن ”أعمال علولة تعد مصدر إلهام لا ينضب لكل فنان سواء كان مؤلفا أو مخرجا أو ممثلا مثلما كان الراحل”. ولدى تطرقه إلى الخصال الإنسانية لعبد القادر علولة أشار سنوسي إلى أن ”الفنان الراحل لم يتردد أبدا في مرافقة الفرق المسرحية الشابة في مجال التكوين”، وأضاف أن ”علولة ظل يلبي جميع الطلبات ويقوم بتنقلات طويلة في مختلف أنحاء البلاد لتقديم مساهمته التطوعية وحضور العروض العامة التي تنجزها الفرق الهاوية”. وذكر سنوسي أيضا أنه كتب أحد أول نصوصه المسرحية بعنوان ”الغول بو سبع ريسان” بتأطير من علولة قبل بضع سنوات فقط من رحيله المأساوي، وأعلن أن هذا النص المسرحي الذي لم يسبق نشره واعتمد على أسلوب ”الحلقة” الذي طالما أحبه علولة سيقدم على الركح من طرف التعاونية المسرحية ”أصدقاء الفن” للشلف حيث برمج العرض العام يوم 24 أبريل القادم. ومن جهته، أوضح محمد داود مدير وحدة البحث حول الثقافة والإتصال واللغات والآداب والفنون أن هيئته تعتزم إطلاق عدة عمليات بهدف تثمين أعمال عبد القادر علولة، وقد برمج في هذا الإطار إنشاء قاعدة معطيات حول رصيد الراحل وكذا إطلاق مشاريع بحثية حول مواضيع مختلفة، يضيف مسؤول الوحدة المذكورة، التي سبق وأن استضافت مؤخرا ملتقى دولي حول علولة. كما تم تسليط الضوء على أهمية الإرث الفني لمؤلف ثلاثية ”الڤوال” و”الأجواد” و”اللثام” من قبل شخصيات أخرى على غرار السيد عزري الغوتي، مدير المسرح الجهوي لوهران، رجاء علولة، أرملة الكاتب المسرحي الراحل ورئيسة المؤسسة التي تحمل اسمه. وقد برمج عرض خمس مسرحيات في إطار هذه الطبعة الأولى من ”لقاءات عبد القادر علولة” تخليدا للذكرى العشرين لرحيله تحت شعار ”علولة 20 سنة من بعد... أي تأثير على النشاط المسرحي والفني اليوم”، وتضمن برنامج اليوم الأول عرضين بعنوان ”الحلقة الأخيرة” و”قصص نيسن” من تقديم تعاونية”الوئام” لسيدي بلعباس ومؤسسة عبد القادر علولة على التوالي.