لا يجب أن تحول أنظار المواطنين على ما يجري في غرداية، ولن تسقط في الشرك الذي نصبه الوزير الأول السابق باستهزائه من سكان المناطق الشرقية بالبلاد، فقد تكون النكتة البايخة التي ألقاها من يومين، يراد منها أن ننسى ما يحدث في غرداية من فوضى وتخريب واقتتال بين سكان البلد الواحد ومحاولة إشعال فتيل حرب أهلية وطائفية نحن في غنى عنها. كان على سلال الذي يرشي الشباب مقابل ملء القاعة البيضاوية لدعم الرئيس المرشح الغائب، أن ينزل إلى غرداية ويحاول إطفاء الفتنة التي حصدت الأرواح قبل الممتلكات بدل أن يتندر على الشاوية، ومن يدري على من الدور القادم. على الشاوية أن لا ينساقوا لهذه الترهات وهذه البذاءة والكلام اللامسؤول فالوقت ليس للفتنة، والشاوية ليسوا في حاجة للدفاع عن كرامتهم، فكرامتهم مصانة، وليس من يجرؤ على مسها ومس كرامة المواطنين من جهات البلاد الأخرى، فكلنا اليوم شاوية، قبائل وعرب وميزاب. أمامكم فرصة وهي صناديق الانتخابات للانتقام لكرامة كل المواطنين الأبرياء، غربا وشرقا، شمالا وجنوبا. وكلنا اليوم إباضيون أمام ما يستهدف هذه الفئة من المواطنين الآمنين، الذين استهدفتهم فتنة غير بريئة، خطط لها بليل لتبرير مشروع المافيا السياسية والمالية التي تريد إما عهدة رابعة أو حرق البلاد بكل أهلها، وليس فقط بني ميزاب أو الشاوية. لن نسكت ولن نكترث لكلام غير مسؤول بينما يموت شبابنا في غرداية في حرب، لن يستفيد منها غير من نهبوا ثروات الوطن وجوعوا سكانه ورهنوا مستقبل أبنائه واليوم يثيرون النعرات بينهم حتى لا نهدأ ولا نحاسبهم على الفساد ونهب المال العام الذي استنزف البلاد. غرداية تستغيث وهجرها المسؤولون المنهمكون بتحضير عرس الخديعة وذبح المسعى الديمقراطي. والكل شريك في الجريمة، من سكت وتستر، ومن صب الزيت على النار، ولهذا لا يجب أن ينجر الشاوية إلى فتنة جديدة لن يستفيد منها إلا أولئك الذين يتربصون بمستقبل البلاد، ويدعون الدفاع عن السلم والأمن بتمسكهم بعهدة رابعة لرئيس مريض متعب، ثم من المستفيد من كلام هذا المجنون الآخر الذي جاءت تصريحاته لتضيف نارا أخرى على النار التي أشعلها كلام سلال، ياسف سعدي الذي استهدف من أيام المجاهدة الرمز الزهرة ظريف بيطاط واتهمها بالخيانة، يخرج علينا أمس، مشككا في جهاد البطل العربي بن مهيدي، ويقول إنه لم يطلق رصاصة واحدة، فهل قال هذا الكلام الآن على المرحوم لأنه شاوي، والحملة الرئاسية اليوم هي لضرب الشاوية لأن هناك مرشحين للرئاسة من هذه المنطقة؟ لا أظن أنه خرف شيخوخة، بل في الأمر إن والحملة كلها ليست بريئة، ومرة أخرى لا أريد للشاوية أن يسقطوا في فخ الفتن، هم أكبر من هذه التفاهات، ويكفي جرح غرداية الذي يجب أن يلتئم قبل أن يتعفن على جسد الجزائر، وليس البكاء على الأمجاد، وليس الوقت للنعرات القبلية؟