المقاطعون يصفون لقاء بوتفليقة بكيري وأمير قطر ب"سيناريو هوليوودي" اشتركت الصحافة الأجنبية في الانطباع السيئ الذي تركته زيارة كاتب الدولة الأمريكي الملف بالشؤون الخارجية جون كيري، للجزائر، لدى المعارضة، وأشارت إلى تركيز واشنطن على عامل الشفافية في الاقتراع القادم، كما لمحت أغلبية البرقيات إلى صحة الرئيس الحرجة. وخصصت وكالة الأنباء الفرنسية حديثها عن الزيارة للانتقاد الكبير الذي لقيته في ظل الحملة الانتخابية، لأنها ترجمت كقبول أو تزكية للعهدة الرابعة من طرف أطراف في الداخل وفي مقدمتهم المعارضة، غير أنها اختارت التركيز بعد الإلمام بالجو الذي ميز الزيارة على انتظار واشنطن أن يجري الاقتراع في جو شفاف ووفق المعايير الدولية، وأضافت الوكالة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستعمل مع الرئيس الذي يختاره الجزائريين من أجل اختيار المستقبل الذي تريده الجزائر وجيرانها. نفس الانشغال نقله ”راديو فرنسا الدولي”، الذي ركز على التعاون الأمني وانتقاد معارضي الرئيس، فيما عنونت مجلة ”لوجون أفريك”، مقالها ب”كيري بالجزائر للحديث عن الشؤون الأمنية”، لكنها بالمقابل خصصت مقدمة للانتقاد الكبير الذي تركته الزيارة لدى المعارضة، وتحدثت جريدة ”لوفيغارو” عن رغبة واشنطن في تنظيم انتخابات شفافة بالجزائر، وتناولت أيضا التعاون الأمني، دون أن تستثني الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة التي وصفتها بالصعبة. ”الافنتون بوست” ركزت هي الأخرى على مقطوعة من المحادثات وقالت ”نريد انتخابات شفافة ووفق المعايير الدولية”، دون أن تغفل جانب المرافقة الشديدة التي غطت الزيارة، في إشارة إلى خوف من استهداف الضيف من قبل الإرهابيين أو عدم الاقتناع بالحالة الأمنية التي تعيشها الجزائر، ثم انتقلت للتعاون بين البلدين ولاسيما في الشق الأمني منه، بينما فضلت جريدة ”ليكسبريس” الفرنسية حديثها عما وصفته بالتلاعب وعنونت المقال ب”وكالة الأنباء الرسمية تتلاعب بكلمات جون كيري”، ونقلت الخلط الذي قامت به الوكالة الرسمية في نقل اهتمام كاتب الدولة الأمريكي الذي أعرب عن أمله في تنظيم انتخابات شفافة بالجزائر يوم 17 أفريل، غير أن الوكالة وبشكل مغاير تقول الصحيفة نقلت أن كاتب الدولة مرتاح للجو الذي تجرى فيه الانتخابات الرئاسية، وهو معنى يختلف جذريا عن المعنى الأصلي. شريفة عابد المقاطعون يصفون لقاء بوتفليقة بكيري وأمير قطر ب”سيناريو هوليوودي” بوتفليقة حاول إبلاغ واشنطن بقدرته على الرابعة رفض ممثلو الأحزاب المقاطعة لرئاسيات الخوض في الحالة الصحية التي ظهر بها الرئيس بوتفليقة، أول أمس، لدى استقباله وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، وكذا الأمير القطري، إلا أنهم أجمعوا على أن الوضع الذي ظهر عليه الرئيس لا يطمئن، وأن الشعب يتمنى أن يحكمه رجل في كامل قواه، رافضين ما أسموه ب”السيناريو الهوليودي” الذي تستعمله السلطة لإطالة عمر بقائها. أكد رئيس جيل جديد، جيلالي سفيان، في اتصال مع ”الفجر”، أن المجهود البدني الكبير الذي قام به الرئيس بوتفليقة لدى استقباله وزير الخارجية الأمريكي كان من المفروض أن يحضره للتكلم مع شعبه وليس لمقابلة وزير خارجية، وقال إن ”بوتفليقة أراد أن يقول للأمريكيين أنا موجود، ليطلب منهم المساعدة على مواصلة مهامه”، مشيرا إلى أن الحالة الصحية التي ظهر عليها كانت كارثية بالنظر إلى نبرة صوته والتي لم يكد المشاهدون يفهمون ما يقول. وأوضح جيلالي سفيان، أن زيارة كيري إلى الجزائر، الغرض منها إيجاد سوق جديدة للغاز الطبيعي بعد الخلاف الذي تعيشه الولاياتالمتحدةالأمريكية مع روسيا، وهي تحاول إيجاد سوق جديدة لتمويل الغرب، وهو الأمر الذي قد ينعكس سلبا على السياسة الخارجية للجزائر، خاصة وأنها دولة تربطها علاقات اقتصادية مع روسيا. من جهته، قال المكلف بالإعلام على مستوى حركة النهضة، محمد حديبي، إن المقاطعين لا تهمهم الحالة الصحية للرئيس، وأن مشكلتهم مع السلطة التي تريد تكريس التزوير في كل المحطات الانتخابية، وأوضح أن ”مشكلتنا ليست مع بوتفليقة، فبوتفليقة قد يذهب ويأتي آخر أسوأ منه أو العكس”، مضيفا أن السلطة تلعب سيناريوهات هوليوودية تستعمل فيها كل الأساليب للإبقاء على النظام الحالي، وزيارة كيري هي من بين السيناريوهات التي اعتمدتها”. وفي السياق ذاته، أشار القيادي بجبهة العدالة والتنمية، عمار خبابة، في اتصال مع” الفجر”، أن الجبهة سعيدة جدا بتحسن الوضع الصحي للرئيس الذي ظهر فيه لدى استقباله لوزير الخارجية الأمريكي، وذلك من الناحية الانسانية، إلا أن الشعب يتمنى أن يحكمه رجل في كامل قواه البدنية، لأن هذه الحالة لا تسمح للرئيس أن يجسد الدولة في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن ذلك لن يؤثر في قرار المقاطعة.