ظهر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مساء أول أمس، في النشرة الرئيسية للثامنة، واقفا على قدميه بشكل عادي، ومرتديا البدلة الرسمية لرئيس الجمهورية، خلال استقباله لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وأظهرت اللقطات التي عرضها التلفزيون الجزائري بوتفليقة يقف للترحيب بكيري، ليُعود إلى الجلوس ثانية بعد تلقيه التحية منه، وخاض معه في مباحثات من خلال مترجم، حول كيفية تحسين التعاون بين البلدين الحليفين في الحرب على الإرهاب، وبادل بوتفليقة كيري في اللقطات التي كانت لجزء من اللقاء التحية ومازحه باللغة الفرنسية، وبدا بوتفليقة أكثر نشاطا وحيوية من ذي قبل، حيث كان يتحدث لكيري بصوت أكثر وضوحا من ذي قبل، وهو يبتسم ويمازح كيري، ويقوم بحركات تعبيرية بكلتا يديه، في خضم الجدل الدائر حول قدرته على مواصلة مهامه بسبب ظروفه الصحية وتعتبر هذه المرة الثانية التي يشاهد فيها الجزائريون، بوتفليقة واقفا على قدميه منذ تعرضه لوعكة صحية، في 28 أفريل 2013، حيث سبق أن استقبل بوتفليقة في ال9 من نوفمبر 2013 المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وهو واقف، وذلك عقب الحملة التي قادتها أحزاب معارضة بضرورة إظهار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة واقفا على رجليه. ورغم أن الرئيس الجزائري المترشح لولاية رابعة في انتخابات الرئاسة المقررة في السابع عشر من الشهر الجاري ظهر واقفا وهو متكئ على كرسي بجانبه، إلا أن هذه الحركة تعد إشارة واضحة وصريحة على تحسن وضعه الصحي، منذ تعرضه لوعكة صحية في 28 أفريل 2013، والتي قضى على إثرها أشهرا من العلاج في مستشفى فال دوغراس بباريس، قبل أن يعود إلى الجزائر لقضاء فترة نقاهة طويلة. الصورة التي شدت أنظار الرأي العام الوطني والخارجي، أخمدت التساؤلات حول قدرة الرئيس على المشي أو الوقوف على رجليه، وبرهنت أن الرئيس يتعافى تدريجيا، ويستعيد نشاطه الرسمي بل عافيته البدنية بالوقوف على رجليه، في انتظار صور أخرى يظهر فيها راجلا، ليغلق نهائيا الباب على خصومه السياسيين الذين يستثمرون في مرضه ويتخذون منه ذريعة لمعارضته من جهة ولمقاطعة الرئاسيات من جهة أخرى، فيما يؤكد مؤيدو بوتفليقة أن حالته الصحية في تحسن مستمر. كما ظهر بوتفليقة قبل لحظات من ذلك، وهو يتباحث مع أمير دولة قطر الذي تزامنت زيارته للجزائر مع زيارة جون كيري، ويتحدث إليه بصوت واضح ومفهوم، وبث التلفزيون صورا من لقاء بوتفليقة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي زار البلاد، مرفقة بجانب من الحديث الذي جرى بين الجانبين وهي من المرات النادرة التي يذاع فيها صوت الرئيس الجزائري بوضوح، منذ تعرضه لجلطة دماغية. وكان بوتفليقة أشار في رسالة للجزائريين منذ أيام إلى أن وضعه الصحي لن يعيقه عن حكم البلاد لولاية أخرى بالقول، إنه قرر أن يكمل ما تبقى من صحته وعمره في خدمة الجزائر والجزائريين.