تحدث الفنان التشكيلي لخضر القوزي على هامش افتتاح معرضه نهاية الأسبوع الماضي برواق المركز الثقافي مصطفى كاتب بالجزائر العاصمة، حيث ضم المعرض حوالي 30 لوحة تشكيلية تراوحت مواضيعها بين الواقعية والتجريدية، وتكلم القوزي عن تأثره الشديد بالمدرسة الواقعية وهو الأمر الذي بدا واضحا في أغلب أعماله. كيف تقدم نفسك للجمهور؟ لخضر القوزي فنان تشكيلي شاب من مواليد أكتوبر 1979 بالجزائر العاصمة تابعت دروسا في الفنون الجميلة على يد التشكيلي مصطفى بلكحلة، وسبق لي أن شاركت في عدة معارض فردية وجماعية في الجزائر وخارجها. صرحت في كثير من المرات أنك تطمح إلى استقطاب الجمهور العادي ألا تعتقد أن الفن التشكيلي عموما هو فن نخبوي من الصعب أن يستقطب الجمهور العادي؟ نعم بالطبع غير أني أقصد باستقطاب الجمهور العادي تعريف الناس البسطاء بلوحاتي التي تنتمي إلى أسلوب السهل الممتنع بعيدا عن التكلف في التقنيات والموضوع، يمكن لأي شخص أن يفهمها ويتذوق فنها وهو حال أغلب لوحاتي لأني أعتقد أن الفن استمتاع بالدرجة الأولى ليس من الضروري أن يكون معقدا ولا موجها للنخبة. قمت في معرضك بإعادة إنتاج عملين شهيرين للفنان الجزائري حسين زياني وهما لوحة “الجياد” و”الجمال” كيف استقبل جمهورك التجربة؟ كانت تجربة مميزة وفريدة أن تعيد إخراج عملين قيمين تعرف تماما مدى النجاح الذي حققتاه والصدى الذي تركته لدى الجمهور يعتبر الأمر مسؤولية كبيرة في حد ذاته غير أن العملين في النهاية لم يكونا نسخة طبق الأصل حيث أضفت ريشتي شخصيتها على اللوحتين. بمن تأثرت خلال مسيرتك الفنية؟ بنصر الدين ديني، اذ طالما أعجبت بواقعيته في الرسم خصوصا بتعلقه بطبيعة بلادنا وتفانيه في خلق خط مميز في الواقعية، والذي أعتبره شخصيا أكثر فنان تشكيلي استطاع تحقيق رهانات كبرى في التعامل مع المدرسة الواقعية. كانت أزقة العاصمة حاضرة بقوة في أعمالك ألم تخشى من تصنيف لوحاتك كأعمال تجارية؟ تشكل الجزائر العاصمة جزءا مهما من ذاكرتي، ويومياتي لهذا ستشكل دائما حضورا طاغيا في لوحاتي قدمت القصبة،الجامع الكبير، وساحة الشهداء وغيرها من الأماكن، بصورة واقعية بسيطة على الرغم من ذلك أعتقد أن مراعاتي لبعض التفاصيل اليومية أخرج أعمالي من دائرة التجارية، والنمطية التي تعرف بها هذه الأعمال، حيث حاولت تقديمها بتجربة مختلفة من خلال الاشتغال على ألوان غير واقعية واستخدام تقنية إبراز الأشكال على اللوحة. لاحظنا الاختلاف الكبير في الحجم الذي ترسم به لوحاتك ما سبب ذلك؟ طالما اعتقدت أن اللوحات تولد بحجمها اذ لا أخطط مسبقا لأن تكون لوحاتي بهذا الحجم أو ذاك، فهي تأخذ الإطار الذي يناسبها بمجرد أن تلامس ريشتي الورق لهذا سيلاحظ الجمهور التباين الشاسع في أحجام اللوحات. بعيدا عن الواقعية هل قمت بطرق سبل تشكيلية أخرى؟ نعم قمت ببعض المحاولات التجريدية والتي بدت واضحة في لوحة، “صراع الألوان” و”شروق” وهي لوحات مختلفة تماما عن باقي اللوحات التي قدمتها في المعرض، والتي أعتبرها تجربة مختلفة اشتغل عليها بالموازاة مع الواقعية.