الحدث تزامن مع محاكمة الساعدي وسيف الإسلام القذافي أعتذر رئيس الوزراء الليبي المؤقت عبد الله الثني عن تحمله وأعضاء حكومته مهام مناصبه. وقال الثني في بيان الاستقالة، أوّل أمس، إنّه “حرصا على مصلحة الوطن وعدم جر الأطراف المختلفة إلى اقتتال ليس فيه طرف رابح، وإشارة إلى ما تعرضت له أنا وأسرتي من اعتداء غادر الليلة البارحة.. أتقدم إليكم باعتذاري عن قبول تكليفي بمهام رئيس الحكومة المؤقتة”. كما عزا الثني استقالته إلى “إنني لا أرضى أن تسفك قطرة دم ليبية بسببي ولا أقبل أن أكون سببا في الاقتال بين الليبيين بسبب هذا المنصب”. ختم الثني قوله: “مع استمراري وأعضاء الحكومة في تسيير الأعمال راجيا لمؤتمركم الموقر التوفيق في اختيار الشّخصية الوطنية المناسبة لتولي مهام رئيس الحكومة المؤقتة وأعضائها لخدمة ليبيا الحبيبة”. وقد نجا الثني وأسرته السبت من هجوم، بإطلاق الرّصاص على منزله بطرابلس، شنّه مسلّحون مجهولون. وكان الثّني يشغل منصب وزير الدفاع في الحكومة الليبية، قبل أن يتم تكليفه بمهام رئاسة الوزراء خلفا لعلي زيدان الشهر الماضي، وطلب المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) الثلاثاء من الثني تشكيل حكومة جديدة خلال أسبوع. وفي سياق آخر، شرع أمس الاثنين في طرابلس محاكمة الساعدي وسيف الإسلام القذافي نجلا الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حيث مثلا أمام المحكمة لمواجهة اتهامات بالفساد وارتكاب جرائم حرب إلى جانب أكثر من 30 شخصا آخرين من المسؤولين في عهد والدهما. وينظر المجتمع الدولي إلى هذه المحاكمة الجماعية على أنها مقياس لمدى تقدّم ليبيا في إقامة دولة ديمقراطية بعد ثورة 2011 التي أنهت حكم القذافي الذي استمر 40 عاما. وتشعر المحكمة الجنائية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان الأخرى بقلق من نزاهة نظام العدالة الليبي على الرغم من أن الحكومة حصلت في العام الماضي على حق محاكمة رئيس جهاز المخابرات الليبي في عهد القذافي في ليبيا بدلا من المحكمة الجنائية الدولية. وسلم الساعدي القذافي لليبيا من النيجر في بداية مارس، وربما يمثل أمام المحكمة في طرابلس لأول مرة لسماع الاتهامات الموجهة له. وصرّح النائب العام الليبي عبد القادر رضوان صرّح لرويترز إنه يعتقد أن الساعدي لن يمثل أمام المحكمة لأن التحقيقات معه مازالت جارية. ومن المتوقع أن يظهر سيف الإسلام الذي كان ينظر إليه لفترة طويلة على أنه من سيخلف القذافي عبر الفيديو داخل قاعة المحكمة. وتجدر الإشارة إلى أنّ سيف الإسلام محتجز منذ فترة طويلة من قبل ميليشيا في الزنتان بغرب ليبيا وهي ترفض تسليمه للحكومة المركزية لاعتقادها بأنها لا تستطيع توفير محاكمة آمنة له. وسيمثل أيضا عبد الله السنوسي رئيس المخابرات في عهد القذافي أمام المحكمة إلى جانب وزير الخارجية السابق عبد العاطي العبيدي.