الرئيس المترشح يستعين بالإبراهيمي للتخويف مما أسماه "دعوات الفتنة" نقلت أمس، صحيفة ”نيويورك تايمز” المقربة من الديمقراطيين الأمريكيين، الاستياء والإحباط وسط الجزائريين الذي خلفه ”معسكر الرئيس المترشح”، والمتعطشين لتغيير الحقيقي، على بعد 48 ساعة من موعد الاقتراع العام على اختيار رئيس المقبل للبلاد. وقالت الجريدة الأمريكية المقربة من باراك أوباما، إن بوتفليقة شدد السيطرة على الجزائر حتى أنها الوحيدة تقريبا في المنطقة التي لم يطلها الربيع العربي، ومع ذلك، فإن إعادة انتخابه وإصراره على خوض السباق للمرة الرابعة، على الرغم من حالته الصحية الواهية، زاد من الغضب الشعبي، وكشف عن علامات غير عادية من الانقسام داخل النخبة الحاكمة، وأثار مشهدا لم يكن محتملا، حيث تضامنت أحزاب المعارضة، العلمانية والإسلامية على حد سواء، ودعت معا لمقاطعة الانتخابات. وأشارت الصحيفة إلى تأسيس حركة من شباب الطبقة الوسطى تحت اسم ”بركات”، بينما أجبرت مسيرة احتجاجية عنيفة رئيس الحكومة السابق عبد المالك سلال على إلغاء تجمع في بجاية. وترى ”نيويورك تايمز” أن علامات الاستياء هذه تدل على الإحباط بعد إعلان ترشح بوتفليقة للمرة الرابعة، بينما تعاني البلاد من بطالة بنسبة 30 بالمائة، وتذمر العديد ممن يشتاقون إلى التغيير، حتى ولو كان الكثيرون يخشون من عدم الاستقرار الذي ربما يتسبب فيه التغيير. وتضيف أن النتيجة كانت نوعا من الجمود السياسي المتجسد في بوتفليقة، واللامبالاة العامة حيال الحملة التي قد تترجم إلى تراجع نسبة الإقبال على التصويت. أمين لونيسي
تساؤلات حول صفة استقباله ك”صديق” أم كمسؤول أممي بوتفليقة يستعين بالإبراهيمي للتخويف مما أسماه ”دعوات الفتنة” جدد الرئيس المترشح، عبد العزيز بوتفليقة، ”الاستقواء” بالخارج في شأن داخلي محض، عبر مسؤول أممي هذه المرة، ويخص ما اعتبره ”دعوات للفتنة والتهديد والتدخل الأجنبي”، بعد أن وضعت الحملة الانتخابية أوزارها، في ظل غموض يلف زيارة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، الدبلوماسي المخضرم الأخضر الإبراهيمي، إلى الجزائر، والذي خرج عقب لقائه للحديث عن ”التحسن الكبير في صحته”. استنكار بوتفليقة ما أسماها بدعوات للتدخل الأجنبي في شؤون الجزائر، وذلك قبل نحو 48 ساعة عن موعد الاقتراع، جاء مرة أخرى في سياق يشوبه الغموض حول ”المناسبة والتوقيت”، وإن كان استقباله للإبراهيمي ك”صديق”، أم كمسؤول أممي، لينقل له التجاذبات السياسية التي طبعت الحملة الانتخابية وانعكاساتها المستقبلية على الجزائر بعد أيام، خصوصا وأن ما أثير حول اللقاء بين الجانبين كان محوره ”الوضع في سوريا”، و”هو سيئ للغاية ويزداد سوءا”، حسب ما نقله الدبلوماسي الجزائري الإبراهيمي. وبغض النظر عن هذه الجزئية الصغيرة من اللقاء، فإن الرئيس المترشح بوتفليقة قدم حديثه عن أجواء الحملة الانتخابية المشحونة عن القضية السورية مهمة المبعوث الأممي، وخاطب بوتفليقة الإبراهيمي قائلا إن ”هذا ليس معقولا، هذه ديمقراطية جزائرية من نوع خاص”، ثم تابع بأن ”هذه فتنة أم ثورة أم ربيع؟ هل هذا في فائدة الشعوب؟”، ليرد عليه الإبراهيمي، إنه ”هي فيها شوي (قليل) من كل شيء”. ويعكس في جانب آخر تصريح الإبراهيمي عن ”التحسن الصحي الكبير” للرئيس بوتفليقة، مقارنة باللقاء الأخير، استعانة بشهادته لبعث أكثر من رسالة بعد توسع جبهة الرفض الشعبي والدولي لاستمراريته، سواء تعلق بإقناع الخارج بقدرته على تحمل أعباء الحكم مرة أخرى، عقب تضاؤل فرصه أمام منافسه بن فليس، ورسالة أخرى تحاول زعزعة أركان هذا الأخير. وبالنسبة للحملة الانتخابية في الجزائر، التي يخوضها بوتفليقة لولاية رابعة، قال الأخضر الإبراهيمي، أنه ”استمع إلى ما قاله رئيس الجمهورية بخصوص الحملة الانتخابية”، مشيرا إلى أنه ”يتابع أطوارها باعتباره جزائريا”.