تدخل الجيش في غرداية يعني فشل السلطة المدنية في أداء مهامها ندد المحلل السياسي شفيق مصباح بسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام الحالي، الذي لن يتوانى حسبه في دفع الجزائر إلى حالة اللااستقرار للحفاظ على مصالحه الضيقة. وأكد أن المؤسسة العسكرية ستلتزم الحياد التام يوم 17 أفريل. استضاف أمس، فوروم ” ليبرتي”، المحلل السياسي شفيق مصباح، الذي استهل مداخلته بالتأكيد على استحالة فوز مترشح آخر غير عبد العزيز بوتفليقة، لأن ”شعار النظام هو سنمر مهما كان الثمن. أنا متأكد بأن الداخلية ستعلن عن حسم بوتفليقة للسباق الرئاسي دون اللجوء اٍلى دور ثان”. وفي سؤال عن إمكانية فوز علي بن فليس، نظرا للالتفاف الشعبي الواسع حوله مقارنة بمنافسيه، أوضح المتحدث أن ”بن فليس صديقي وهو رجل سلم ويملك برنامجا انتخابيا، ويظهر أنه تعلم من دروس 2004، لكن أنا ضد ترشحه لأن اللعبة محسومة مسبقا”. وعن تهم العنف التي حاول فريق بوتفليقة إلصاقها ببن فليس، تابع مصباح بأن ”بن فليس لن يدعو إلى العنف مهما كانت نتائج الانتخابات، أما إذا دعا إلى مسيرات سلمية فهذا حق دستوري لا غبار عليه”، مضيفا أنه ”يمكن لبن فليس أن يقود المعارضة بعد 17 أفريل لكن فوزه مستحيل”. ويتجلى غلق اللعبة، حسب مصباح، في النقاش الذي رافق الحملة، وقال إن ”النقاش كان نقاش أشخاص ومستوى هابط لم نر مقترحات حقيقية ”، دون أن يخفي انزعاجه من بعض محطات الحملة الانتخابية، وأبرز أنه ”لم أستوعب لحد الآن ما قام به بوتفليقة أمام الوزير الإسباني. بوتفليقة الذي كان دبلوماسيا يعلم أن الأولوية للصالح العام لا لمصلحته الشخصية، وما قامت به وكالة الأنباء الجزائرية من تحوير لكلام جون كيري، كلها نقاط سوداء تحسب على الجزائر”. وفي سؤال بخصوص الحلول التي يمكن بواسطتها الخروج من الأزمة، وافق مصباح الداعين إلى المرحلة الانتقالية، وقال إنه ”لا مفر من مرحلة انتقالية عاجلا أم أجلا، وطرق تكريس المرحلة الإنتقالية معروفة، فهي علم يدرس في الجامعات، لكن على المؤسسة العسكرية رعاية العملية لمنع حدوث أي انزلاقات”، مركزا على مصطلح الرعاية الذي لا يعني التدخل في القرار السياسي، مشيرا إلى أن ”المؤسسة العسكرية لن تتدخل في الانتخابات المقبلة رغم التعيينات الني قام بها الرئيس في المناصب الحساسة، لكن الجيش الجزائري مؤسسة قائمة بذاتها وليست زمرة أشخاص”، ورافع لصالح المؤسسة العسكرية، منددا بالحملات التي طالتها مؤخرا، معبرا عن رفضه الاستسلام للتشاؤم، وأكد أن ”التغيير ممكن، علينا فقط جمع دعاة التغيير السلمي في طاولة واحدة وتغليب الصالح العام”. وحمل العسكري السابق النظام مسؤولية تعفن الحالة في غرداية، وأبرز أن ”تدخل الجيش في غرداية خطأ فادح يعني فشل السلطة المدنية في أداء مهامه”، مضيفا أن بوتفليقة يتحمل مسؤولية كبيرة من الإخفقات المسجلة في شتى المجالات، لأنه اختار طاقم وزاري محدود المستوى، والجزائر تدفع ثمن الرداءة، وخص رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى بانتقادات، ووصفه بالرجل عديم المبادئ ”أويحيى سينقلب على بوتفليقة دون أي إشكال، فإضافة إلى مستواه المحدود فهو يفتقر إلى مبادئ سياسية”.