أدلى صباح أمس علي فوزي رباعين بصوته في متوسطة ”أحمد براكني” أين أتى مرفوقا بطاقم حملته على رأسهم أماعوش جمال مدير الحملة. لم يمكث رباعين طويلا في مكتب الاقتراع الذي شهد قبل وصوله خللا في قوائم الناخبين أين لاحظ العاملون على مركز الاقتراع غياب ورقة تحوي ثمان أسماء لناخبين، لم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم، ما أثار شوشرة لدى ممثلي المترشحين الحاضرين داخل المكتب وخاصة لدى المنضمين الذين أظهروا انزعاجهم من تواجد وسائل الإعلام ”لا يوجد أي شيء لا تضخموا الأمور رجاءا” هاته إجابة العاملين على المركز بمجرد طلب تفسيرات عن حيثيات اختفاء الورقة، وبعد مضي وقت قصير تم تعويض الورقة المفقودة وتطمين ممثلي المترشحين لتعود العملية إلى مسارها الطبيعي وسط إقبال محتشم للمواطنين. وصل رباعين على الساعة 11 صباحا للمتوسطة وبعد أن أدلى بصوته صرح لوسائل الإعلام بأنه يرفض العنف بكافة أنواعه وأي كانت أسبابه ”حنا ثاني نحبوا بلادنا ونخافو عليها” في إشارة واضحة لاحتكار المواطنة من طرف بعض الأطراف التي تخون كل من لا يوافقها الرأي. وطالب رباعين الشعب الجزائري بالتوجه بقوة إلى مراكز الاقتراع لأن المسؤولية تقع على الجميع ولا يمكن التنصل منها ”ماكاش لي يقول خاطيني” مضيفا بأن الحفاظ على النتائج مسؤولية الجميع مذكرا بالحلف الذي جمعه بمرشح الأفانا موسى تواتي والمرشح الحر علي بن فليس لوضع حد للتزوير المتكرر للانتخابات ”نتائج 2009 لا يمكن أن تتكرر في 2014 الرئيس المنتهية عهدته لن يفوز ب90 بالمائة في السباق الحالي” ودعى علي فوزي رباعين في تصريحه القصير لوسائل الإعلام الشعب الجزائري إلى الانتخاب على رجل صحيح الجسم ”انتخبوا على الصحيح أما المريض ربي يشفيه”. جعفر خلوفي
أماعوش جمال مدير حملة علي فوزي رباعين: ”بدأوا في إثارة المشاكل في الساعات الأولى من الاقتراع” كانت الحركية شبه معدومة صبيحة اليوم في مقر حزب عهد 54، ملصقات قليلة هنا وهناك داخل مقر الحزب بشعار ”فوزي رباعين هو البديل”. انتظرنا أكثر من ساعة ليصل مدير الحملة الانتحابية أماعوش جمال رفقة طاقمه في جو يشوبه الجد والهزل للتخفيف من الضغط الجاثم على صدور الطاقم المسير للحملة وفي تصريح للفجر ”الوسيلة الإعلامية الوحيدة المتواجدة في مقر الحزب صباحا” عبر لنا أماعوش عن قلقله من بعض المعلومات التي وصلته بعد ساعة من فتح صناديق الاقتراع ”بداو المشاكل مع صباح ربي” مضيفا ”هناك معلومات غير مؤكدة عن حدوث تجاوزات منذ انطلاق الحملة في بعض مراكز الاقتراع” تركنا مدير حملة فوزي رباعين لنتجول في مقر الحزب أين تجلت محدودية الامكانيات المادية مقارنة ببقية المترشحين. فماعدا بعض الملصقات التي تدعوا لانتخاب رباعين. لن يتصور المراقب البسيط أن الأمر يتعلق بانتخابات رئاسية. ولم يفدنا أماعوش بأي جديد حول التجاوزات التي ذكرها بعد لقاءنا به على هامش إدلاء فوزي رباعين بصوته. جعفر.خ
عرف السجن والتعذيب علي فوزي رباعين مناضل أبا عن جد ابن شهيد، أمه فاطمة أوزقان مجاهدة مشهود لها بالنضال ترعرع في كنف عائلة ثورية مناضلة، فوزي رباعين من مواليد 24 جانفي 1955 بعزازاقة مدينة تيزي وزو يقدم رباعين نفسه على أنه بديل للنظام الذي حاربه منذ سنين. يخوض غمار الرئاسيات للمرة الثالثة على التوالي بعد 2004 و2009. شعاره ”أنا لم أستفد من أي امتيازات، أنا مرشح الزوالي” معتبرا أن عدم تورطه في قضايا فساد دليل على استقامة خطه النضالي رغم كل الصعوبات التي صادفته في حياته السياسية. عرف رباعين في حياته النضالية الطويلة غياهب السجون ومرارة التعذيب، ما جعله يركز على جانب العدالة في كل حملاته الانتخابية التي خاضها نظرا لضعف العدالة الجزائرية وانسياقها لاملاءات فوقية حسبه ومن أشهر تصريحاته حول العدالة الجزائرية تلك التي أطلقها سنة 1985 عند محاكمته بتهم خطيرة ”كنت أظن أن هناك نوعان من العدالة عدالة واقفة وأخرى جالسة لكن اكتشفت عدالة أخرى جاثمة على الركب”. تعرض رباعين للتعذيب في سنة 1983 بعد أن شارك في حركة ”بن شنوف” المسلحة التي سعت لإسقاط نظام الشادلي آنذاك، حيث أقتيد لسجن بوزريعة أول مرة قبل أن يتعرض لأكبر ضربة نفسية في حياته بعد أن عذب في نفس الزنزانة التي قتل فيها أبوه، ولم تنتهي معاناة رباعين مع ظلم الحزب الواحد فمن سجن البرواقية إلى سجن ”لامبيز” قبل أن يطلق سراحه سنة 1987 بعفو رئاسي، ليباشر بعدها نضاله في اطار قانوني تحت غطاء جمعية أبناء الشهداء عهد 54 التي تحولت إلى حزب سياسي سنة 1991 تحت قيادة رباعين إٍلى يومنا هذا. ودائما ما كان منزل رباعين ملاذا للمناضلين في سنوات التسعينات على اختلاف توجهاتهم. يسعى رباعين في هذا الاستحقاق إلى رفع نسبة المصوتين عليه بعد النتائج المخيبة التي حققها سابقا حيث نشط 18 تجمع شعبي وقام بعمل جواري تحسيسي. طالب فيه رباعين بالقطيعة مع النظام الحالي وتجديد الحياة السياسية في الجزائر. ويبقى السؤال المطروح هو هل يستطيع علي فوزي رباعين تحقيق نتائج أفضل مما حققه في الرئاسيات السابقة. جعفر.خ
حملة انتخابية بإمكانيات قليلة تنقل علي فوزي رباعين عبر مختلف ولايات الوطن بواسطة سيارته لشرح برنامجه الانتخابي، المتمثل أساسا في القطيعة مع النظام الحالي حيث صرح ”رباعين” بأنه المعارض الحقيقي الوحيد للنظام بين المترشحين الست، ولقد ندد فوزي رباعين بطغيان المال الفاسد على مجريات الحملة. أما فيما يخص برنامجه الانتخابي فقد ركز رباعين على تعديل الدستور وذلك بإشراك جميع القوى الحية في الجزائر والابتعاد عن عقلية الاقصاء دستور يكون صالحا للأجيال اللاحقة ولا يغتصب كل مرة لإرضاء مصالح ضيقة قد تؤدي بالبلاد إلى مشاكل كبرى. كماوعد بتحقيق استقلالية القضاء المنشودة منذ زمن لضرورة بناء دولة مؤسسات قائمة على تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والابتعاد عن المحسوبية التي أدت بالمواطن إلى فقدان الثقة في الإدارة. كما ركز رباعين في حملته على تعديل التقسيم الاداري للبلاد لتقريب المؤسسات من المواطن والابتعاد عن المركزية الشيء الذي سيفك الخناق على العاصمة. مع توسيع صلاحيات المجالس المحلية المنتخبة. كما نادى رباعين بإنقاذ الدبلوماسية الجزائرية التي تعرف تقهقرا غير مسبوق، وهذا لتعزيز مكانة الجزائر داخليا وخارجيا لكن دون أي انبطاح للقوى العالمية حيث وعد رئيس حزب عهد 54 بمطالبة فرنسا بالاعتذار الرسمي قبل عقد أي صفقات اقتصادية وهذا احتراما لذاكرة الشهداء.