مع إطلاق الجيل الثالث للهاتف النقال وتزايد استخدام الوسائط الإلكترونية للربط بشبكة الأنترنت خاصة الهواتف الذكية "السمارتفون" واللوائح اللمسية، أضحى من الضروري تطوير سوق التطبيقات في الجزائر لإحداث ثورة رقمية "حقيقية"، مع إجماع الخبراء على أنها سوق "واعدة" وإن تم تطويرها في الجزائر فستساهم في خلق عشرات الآلاف من مناصب الشغل إلى جانب تطوير مختلف القطاعات الحساسة خاصة التي تعنى ب"الخدمات". وفي هذا الإطار يرى خبير الإتصالات يونس قرار أن سوق التطبيقات وتطويرها يعرف انتعاشا محسوسا منذ إطلاق خدمة الجيل الثالث للهاتف النقال في بلادنا، من خلال إطلاق آلاف التطبيقات ذات المحتوى ”الجزائري”. غياب الدفع الإلكتروني..عائق تطور التطبيقات في الجزائر ويراهن خبراء المجال على سوق التطبيقات في الجزائر كسوق واعدة وفي تطور مستمر، لكن بعض المطورين يرون أن غياب نظام ”الدفع الإلكتروني” يبقى عائقا أساسيا أمام تطور مجال التطبيقات في الجزائر، رغم إثبات عديد المؤسسات الجزائرية والمطورين قدرتهم على تطوير المئات بل الآلاف من التطبيقات المفيدة في عديد المجالات. من جهته يرى يونس قرار أن غياب نظام الدفع الإلكتروني ليس عائقا لتطوير التطبيقات في بلادنا إذ يمكن رفع رهان المحتوى أو المضمون عن طريق تطوير التطبيقات ”محليا”، كون التكنولوجيا قد وجدت أساسا لتسهيل حياة الأفراد في مختلف مجالات الحياة، ما يؤدي، حسبه، إلى بعث ديناميكية حقيقية. لذلك -يضيف قرار- يتوجب تشجيع تطوير مثل هذه التطبيقات في الجزائر كما هو معمول به عبر العالم، مما يسمح بتحسين مردودية المؤسسات وعصرنة الإدارات والرفع من عائداتها المالية، وتطوير قطاع الخدمات، فهي المستفيد الأكبر من التكنولوجيا مما سينعكس بالإيجاب على المواطنين والمجتمع ككل. وعن تطوير التطبيقات في الجزائر -يضيف قرار-، أن هناك نوعين من التطبيقات الأولى هي تطبيقات وبرامج ”خاصة” يتم تصميمها تحت طلب أحد المؤسسات أو الهيئات الإدارية والتي ترغب في نوع محدد من التطبيقات للقيام بمهام معينة والتي تتحمل الأعباء المالية لتصميم التطبيق. أما النوع الثاني من التطبيقات فهي ”عامة” من خلال تصميم تطبيقات وبرامج تحوي معلومات، إذ يتم تحديد تكلفة التطبيق وعرضه سواءا على الهيئات التي يمكن أن تستفيد منه لتقتنيه، أو عرضه على هيئات ترغب في الإشهار عبر هذه التطبيقات حيث يقوم المطور بجمع تكلفة التطبيق من الإشهار لمؤسسات جزائرية أما الإختيار الثالث فهو عرض التطبيق بالمجان على النت ليتم تحميله للمستخدمين عامة بتكلفة معقولة وفي متناول الجميع. التطبيقات..لتطوير الخدمات في الجزائر ويعتبر قرار أن تكنولوجية الهاتف النقال قد فرضت نفسها أصبحت وسيلة لبعض التطبيقات التي تساهم في تطوير الاقتصاد الجزائري ففضلا عن توفر كل تطبيقات الكمبيوتر فيها يمكن أيضا من خلال هذه التكنولوجيا دفع الفواتير واستخراج وثائق رسمية واستغلالها في قطاعات الصحة والتربية والتعليم وغيرها. وشدد يونس قرار في ذات السياق على أن الجزائر بحاجة إلى مثل هذه التكنولوجيا لتوفير المعاملات التجارية التي تساهم في تسهيل حياة المواطن ولذلك يجب مرافقة هذه التكنولوجيا الجديدة لتطبيقها. الرقابة..الحد الفصل لكي لا تهضم الحقوق من جهة أخرى يمكن للمطورين في الجزائر تسويق تطبيقاتهم على شبكة متعاملي الهاتف النقال، حيث تستفيد شركة الإتصالات التي تعرض التطبيقات من نسبة معينة من الأرباح قد تصل إلى 50 بالمائة، يونس قرار يرى أن الأمر يتعلق بالرقابة ولابد من الهيئات المخولة أن تضمن عدم هضم حقوق المطورين ولا المستخدمين ولا المتعاملين. الفايبر والطونغو..تطبيقات مجانية تستهوي الشباب وعن التطبيقات المجانية التي تعرف رواجا كبيرا في الجزائر وعبر العالم والتي تستخدم خاصة في التواصل والاتصال على غرار ”الفايبر والطونغو” وغيرها، يقول خبير الاتصالات ”إن كانت تعود بالنفع والفائدة على المستخدم فمرحبا بهذه التطبيقات لكن لابد من الحيطة والحذر من الاستعمالات والانعكاسات السلبية لها في أوساط الشباب”. مناصب شغل بعشرات الآلاف بفضل التطبيقات وعن الانعكاسات الاقتصادية لتطوير التطبيقات محليا، أشاد يونس قرار بالعدد المعتبر من المؤسسات الجزائرية التي تقوم اليوم بتصميم التطبيقات والبرامج وضمان الصيانة والتكوين في المجال، وحسب آخر الدراسات ومع إطلاق الجيل الثالث للهاتف النقال -يضيف محدثنا- وإن قمنا بإطلاق عدد معتبر من التطبيقات في قطاعات الصحة والدفع الإلكتروني فسنساهم في خلق عشرات الآلاف من مناصب الشغل في هذا المجال.