انتقد الكاتب المسرحي محمد شواط، المسرحيين الذين يعتمدون كثيرا على الاقتباس في غياب مطالعتهم ودراستهم للأعمال المسرحية العالمية، ما جعلهم يقدمون مسرحيات مظلمة بأداء هزيل لممثليها. مشيرا أنّ الاقتباس مشكل إذا تمّ بهذا النحو، أخذ شكلي لفكرة العمل وتركيب مسرحية عليه. قال المخرج والكاتب المسرحي محمد شواط، في حديث جمعه ب”الفجر”، بأنّ المطالعة والدراسة والتوغل في أعمال مسرحيي العالم العربي والأجنبي، تغيب ولا تشكل اهتماما كبيرا لدى جلّ المقتبسين المسرحيين في الجزائر، رغم أهميتها، حيث يعتمدون ويكتفون فقط بأخذ الفكرة الظاهرة دون البحث عن خلفياتها وخلفيات كاتبها، ناهيك عن تقديمه بأداء هزيل على الركح. وأضاف شواط على هامش عرض مسرحيته ”دار لعجب” في ختام مهرجان المسرح المحترف المحلي بسيدي بلعباس، الخميس، بأنّ الاقتباس بات مشكلة كبيرة تستدعي حلا فوريا ورؤية سليمة من أجل تصحيح الأخطاء وإعادة السكة إلى الطريق قبل انهيار المسرح الجزائري. وأكدّ محمد شواط بأنّ الاعتماد على الاقتباس في ظلّ غياب كتابات مسرحية جزائرية كثيرة، ساهم في توسيع الهوة بين الجمهور والمسرحيين على الخشبة، نتيجة تقديم مسرحيات وأعمال وصفها ب”المظلمة” ولا ترقى إلى المستوى الذي يريده ويطمح إليه المتلقي، فأضحى أخذ الفكرة شكلا دون الغوص في مفهومها وخلفياتها وما ترمي إليه، شيء سهل بالنسبة لهم، حيث ينتجون مسرحيات مع تضخيمها بالسينوغرافيا والديكور والإضاءة وهذا، على حدّ تعبيره، ليس حلا لأنّ الحلّ يكمن في الدراسة والبحث والقراءة التي تعدّ أساسا للتكوين المسرحي سواء في الإخراج أو الكتابة أو التمثيل، مضيفا أنّ اللجوء إلى الاقتباس مع غياب الإبداع جعلهم يسقطون في الفخ الذي أدى بدوره إلى انقطاعهم مع المتلقين. وفي السياق ذكر شواط بأنّه يجب الاقتداء بمن سبقونا في المسرح على غرار الراحلين عبد القادر علولة وبوڤرموح ومحمد بن ڤطاف الذي قال ”يجب أن تقوم بقياس ”ترمومتر” المتفرجين من خلال ما يبحثون وما يريدون”. وأشار شواط بأنّه يعني ضرورة عدم فقدان الجمهور بهذه المسرحيات الهزيلة المقدمة لأنّ المسرح فرجة في الأساس وليس بكاء وعويلا. في السياق ذاته أوضح شواط بأنّ الجمهور المسرحي الجزائري يبحث عن الكوميديا الهادفة مثل ”الوان مان شو” والمونودارما التي تعكس معاناة المواطن البسيط في قالب فكاهي، لأنّه ملّ وعانى من الهموم لسنوات طويلة، وبالتالي تراه يبحث عن شيء يسليه ويحمل في طياته رسالة. كاشفا بأنّ العمل المسرحي الذي يقوم على سينوغرافيا غير واضحة وعميقة وقصة غامضة تجعله ينفر من القدوم إلى المسرح، وإذا شاهد فربما يخرج من قاعة العرض. على صعيد آخر تحدث شواط عن مسرحيته” دار العجب” بأنّها قامت بجولات فنية عبر الوطن ولقيت ترحيبا واسعا وتجاوبا كبيرا من طرف الجمهور، وتروي قصة فنان في دار منعزلة ومنسية، تناسته السلطات ولما فكرت في تكريمه توفي، حيث جاء التكريم متأخرا، وبعد وفاته تنشب حرب بين إخوته من أجل تقاسم الميراث، وسط سيطرة أخيهم الأكبر ورغبة كل واحد فيهم تحقيق أغراضه الشخصية على حساب أخيه، لتبدأ مأساة أخرى، انتهت بتراجيديا، حيث خسر كبيرهم كلّ شيء. وعن إسقاطها على الوضع في الجزائر ،صرّح بأنّها إسقاط مباشر بعد غياب الحوار والتواصل وانعدام التنازل وسط الأنانية التي تطبع الجميع في المجتمع الجزائري بكل طبقاته.