شهد قطاع النقل بولاية سطيف حركية ملفتة في الآونة الأخيرة مكنت من تجديد حظيرة النقل، والضغط على أصحاب المركبات وفق ما تمليه قوانين الجمهورية بما يخدم مساعي تكريس المقاييس والمعايير المعمول بها في المجال، والقضاء على كل أشكال الفوضى الذي لازمت واقع النقل بولاية تحوي ثاني أكبر تجمع سكاني بعد العاصمة، كما تراهن مصالح النقل على خدمات الترمواي الذي انطلقت أشغاله قبل أيام لتحسين الخدمات. أكدت مصادرنا بمديرية النقل أنه بفضل الضغط الكبير الذي فرضته المصالح المعنية لاسيما الفحص التقني للمركبات وتخفيض المعدل العمري لمركبات النقل إلى سنتين تمكنت ذات المصالح من من سحب أزيد من 1200 مركبة السنة المنصرمة، وهي العملية التي من شأنها ان تساهم على المدى القريب في تجديد الحظيرة أوتوماتكيا، الى جانب اجراءات أخرى تدخل ضمن الصرامة التي أقرتها مصالح النقل لتنظيم القطاع بالولاية، خاصة وأن سطيف كبيرة بكثافة سكانها وكبر حظيرتها من حيث تعداد الحافلات وسيارات النقل الجماعي، إذ تحوي على أزيد من 250 حافلة والتي تغطي مختلف المحاور والخطوط بمدينة سطيف لوحدها، ناهيك عن المدن الأخرى على غرار مدينة العلمة عين ارنات وغيرها. وحسب المصادر المذكورة فإنه تم احصاء حوالي 40 بالمائة من المركبات عدد المركبات المتوفرة حاليا في حالة اهتراء، إذ تجاوز عمرها العشرين سنة وهو الأمر الذي تطلب تجديدها وتحديثها لتستجيب للمقاييس والمعايير المعمول بها في هذا المجال، لمسايرة موضوع تحسين الخدمة العمومية، والتي ستعرف تحسنا كبيرا بعد اعطاء اشارة انطلاق أشغال الترامواي التي تزامنت مع مناسبة احياء الذكرى ال69 لمجازر 8 ماي 1945، ويتضمن الخط الأول لترامواي سطيف شطرين يبلغ طول الأول 15.2 كلم وسيربط الأحياء الشرقية للمدينة وتحديدا المدخل القديم للطريق الوطني رقم 5 نحو جامعة الباز عبر حي برارمة، فيما سينجز الشطر الثاني بطول 7.2 كلم بمفترق طرق الولاية وهذا لبلوغ محطة نقل المسافرين متعددة الأنماط المزمع إنجازها بمدينة عين الطريق جنوبالمدينة حسب التوضيحات المقدمة من طرف مكتب الدراسات التركي المكلف بتصميم المشروع التمهيدي المفصل. وسيتعزز ترامواي سطيف الذي لن يواجه إنجازه أية عراقيل تقنية بالنظر إلى الأرضية المستوية للمدينة ب40 محطة للمسافرين و5 أقطاب للتبادل و7 حظائر تناوب من أجل تسهيل تعدد أنماط النقل بين مختلف وسائل النقل حسب ما أكده مسؤولو مكتب الدراسات الذين أكدوا بأن الدراسات الخاصة بالمشروع التمهيدي المفصل توشك على نهايتها وستسلم قريبا. ويراهن المسؤولون المحليون على انتهاز فرصة انجاز التراموي بشكل كبيرمن أجل إبراز ثروات وخصوصيات هذه المدينة الثورية ومن أجل خلق حركية إضافية في حياة المواطنين اليومية، كما سيتم قريبا تقديم دراسات تقنية ستحدد إن كان الأمر يستوجب المحافظة أو إزالة النفقين الأرضيين بحي تبينت وباب بسكرة الواقعين على مسار الخط الأول للترامواي وهذا من طرف مكتب الدراسات التركي حسب ما أكده وزير النقل مؤخرا. وبمجرد استلام ترامواي سطيف، فإنه سيخدم القطبين الجامعيين فرحات عباس 1 و2 وملعب 8 ماي 1945 ومحطة نقل المسافرين البرية ووسط مدينة سطيف والأحياء ذات الكثافة السكانية العالية بالجزء الشرقي لهذه المنطقة العمرانية والمناطق الصناعية الكبرى.