في الأسبوع الماضي بعد اجتماع فيينا 4، تكهن العالم بأن إيران ومجموعة دول 5+1 لن يتمكنوا من الوصول إلى اتفاق نهائي حول برنامج إيران النووي المثير للجدل قبل الموعد النهائي المحدد في 20 يوليو (تموز). كانت مشاعر الإحباط وإثارة قضايا جديدة في اجتماع فيينا مثل برنامج الصواريخ الإيراني ودرجة نقاء اليورانيوم الذي تستطيع إيران تخصيبه وعدد أجهزة الطرد المركزي جميعها من بين المواضيع التي تجعل {الفجوات واسعة جدا}، على حد تعبير عباس عراقجي عضو وفد المفاوضات الإيراني. لم يعقد مؤتمر صحافي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أو مبعوث الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية كاثرين آشتون بعد انتهاء مباحثات فيينا 4 يوم الجمعة الماضي. لم تكن هناك ابتسامات أو انطباعات سعيدة، وكانت ردود الفعل: ارتفاعا حادا في سوق صرف العملات في إيران، وانخفاض قيمة عملة إيران المحلية الريال الإيراني أمام الدولار الأميركي بمجرد أن وصلت الأنباء: تم تأجيل الاتفاق لفترة ما! انتهت المفاوضات في فيينا دون تحديد موعد للاجتماع المقبل، في دليل آخر على الإحباط ووفقا لما صرح به عراقجي، {لا يوجد تقدم ملموس}. وبعد وصول وزير الخارجية جواد ظريف إلى طهران، أرسل تدوينة كتب فيها: {عودة من فيينا بعد مباحثات صعبة. الاتفاق ممكن، ولكن يجب تبديد الوهم}. بعد يومين من اجتماع فيينا، حدد عراقجي موعدا لاجتماع دول 5+1 في 16 يونيو (حزيران). وكانت التكهنات حينها أن {الاتفاق تم تأجيله} على الأقل لمدة ستة أشهر أخرى، نظرا لأن الجدول الزمني للاجتماع في 16 يونيو لن يسمح واقعيا للنظراء بالتوافق حول صيغة الاتفاق وإبرامه في 20 يوليو (تموز). ولكن في تطور أخير يبدو أن الأمور تغيرت قليلا وأن الوفود قد تجتمع مرة أخرى في وقت قريب من الأسبوع الحالي في تركيا، وفقا لموقع (باك تشانيل). يبدو أن ما ذكره ظريف في رسالته عبر تويتر، {يجب تبديد الوهم}، وكأنه خاطب القوى الغربية بالإضافة إلى شعبه وأصحاب القرارات العليا في بلاده أيضا. انتشرت الشائعة في وسائل التواصل الاجتماعي الإيراني، بأن الفريق المفاوض في هذه الجولة من الاجتماعات لم يكن يملك السلطة والقوة كما كان في السابق. إذا كان هذا الادعاء صحيحا وأنه ليس من الممكن تحقيق تخيلات وتوقعات كلا الطرفين، فما الذي يجعلهم يُقدمون على العودة في خلال أسبوع للاجتماع في تركيا؟ هل يهدفون إلى الوصول إلى اتفاق شامل بحلول الموعد النهائي في 20 يوليو؟ ما الذي حث إيران على ذلك أو قل كيف أقنع الفريق المفاوض آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى لإيران بأهمية الوصول إلى اتفاق في يوليو؟ بعد توقف مباحثات فيينا 4، عقدت إيران اجتماعا ناجحا وتوصلت إلى اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاتخاذ خمسة إجراءات عملية جديدة في مزيد من التعاون. وبعد اجتماع فني في طهران يوم الأربعاء الماضي عقد في إطار اتفاق التعاون الذي يرجع إلى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والذي وضع خارطة طريق أمام التعاون المتبادل في مسائل نووية معلقة، أصدر الطرفان بيانا مشتركا بتفاصيل الإجراءات. وكما قال ظريف: {يجب ألا تضيع الفرصة مرة أخرى}، إذ أن تأجيل المباحثات لمدة ستة أشهر أخرى للوصول إلى اتفاق قد يعرض الإنجاز كله للخطر. ربما في غضون عدة أشهر لا يقر المرشد الأعلى استمرار المفاوضات النووية أو ربما يدرك الفريق الإيراني المفاوض أنه كان يجب أن ينتهز الفرصة ويُتم الصفقة قبل أن تنهي كاثرين آشتون فترتها بحلول نهاية عام 2014. فإذا أمدت إيران الاتفاق المؤقت لمدة ستة أشهر أخرى في يوليو، سيجب عليها الاجتماع مع مسؤول جديد في الاتحاد الأوروبي في ديسمبر (كانون الأول) عام 2014. جدير بالذكر أنه عندما كان محمد البرادعي مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كانت إيران تحقق نتيجة أفضل فيما يتعلق بالمفاوضات حول ملفها النووي مقارنة بيوكيا أمانو، المدير الحالي للوكالة. ومن الجيد أن كاثرين آشتون تبدو أكثر ارتياحا مع فريق المفاوضات النووية الإيراني الجديد بقيادة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، كما أنها قامت بزيارة إلى إيران في مارس (آذار) لعقد سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين رفيعي المستوى. سوف يكون إنهاء النزاع حول الملف النووي الإيراني إرثا ينسب لكاثرين آشتون، وبالطبع لحكومة حسن روحاني الذي تعهد لشعبه بحل الملف النووي في عامه الأول في الرئاسة. لذلك تتفهم إيران حقيقة أنها (يجب أى تضيع الفرصة)