اعتبر اللاعب الدولي السابق، مولود عيبود، أن الفوز الكبير المحقق على منتخب أرمينيا أول أمس، يعد فوز معنوي هام، لكنه أكد أن ذلك لا يجب أن يخفي النقائص العديدة التي يعاني منها المنتخب الوطني وتواضع الأداء الجماعي، موضحا أن المنتخب الأرميني يبقى منتخبا متواضعا للغاية، وليس من المعقول الحكم على مستوانا بناء على مواجهته. وأوضح عيبود في حديثه مع الفجر، أن بعض الأسماء قد نجحت في ترك بصمة ايجابية في المنتخب، في صورة الوافد الجديد محرز، والمتألق ياسين براهيمي، لكن متحدثنا أكد أن أسماء أخرى قادرة على الظهور بوجه أفضل مستقبلا. وتحدث عيبود عن العديد من الأمور الفنية الخاصة بالخضر، وكذا نظرته التقييمية حول المنتخب بناء على اللقاء الأخير، وكذا تكهناته المستقبلية حول التشكيلة الوطنية. "الأداء الجماعي كان ضعيفا ومحرز وبراهيمي كانو الأفضل" "بلكلام ارتكب أخطاء كثيرة وسليماني اختفى، لكنه يبقى المهاجم الأساسي" أهلا بك عيبود، نريد أن نأخذ رأيك حول لقاء المنتخب الوطني الودي أمام منتخب أرمينيا، إن كنت قد تابعته بالتأكيد؟ نعم لقد شاهدت اللقاء ويمكنني أن أجيب على أسئلتكم. أولا، كيف تقيّم النتيجة المحققة، والفوز بثلاثة أهداف لواحد على منتخب أرمينيا، قبل أقل من أسبوعين عن انطلاقة كأس العالم، وقبل أيام قليلة عن لقاء الجزائر الرسمي الأول في البطولة أمام منتخب بلجيكا؟ النتيجة كانت ايجابية، الفوز بثلاثية أمام أي منتخب في لقاء ودي تعتبر نتيجة محفزة للمنتخب، وايجابية للمعنويات، أعتبر أننا حققنا فوز معنوي هام، لكن أريد التأكيد على أن المنافس لم يكن قويا، فمنتخب أرمينيا منتخب جد متواضع، والفوز أمامه بثلاثية أمر عادي للغاية، لا يجب أن نغتر بالفوز على أرمينيا، وهناك نقائص يجب تصحيحها، خاصة في الشق الدفاعي، أعتقد أنه من الصعب الحكم على منتخبنا من خلال مواجهة منافس في حجم أرمينيا، لكن على مستوى المعنويات، فالفوز هام للغاية قبل انطلاقة الموعد المنتظر بالبرازيل. لنترك النتيجة جانبا، ونتحدث عن الأداء الذي أظهره أشبال المدرب وحيد حليلوزيتش، كيف تقيّم الأداء المقدم أمام أرمينيا؟ بالنسبة للأداء، فإن المنتخب قدم مستويات متباينة خلال المواجهة، لقد ظهر الفريق بوجه جيد خلال أول عشرين دقيقة، وسيطر على المواجهة، وصنع الفرص، لكن أداء المنتخب تراجع تدريجيا، أمام في الشوط الثاني، فإن الأداء لم يكن في المستوى المنتظر، وظهرت العديد من العيوب، من الجيد أن تظهر الآن، لتكون الفرصة مواتية أمام الطاقم الفني من أجل تصحيحها، قبل انطلاقة كأس العالم. أنت تقول أن هناك العديد من العيوب التي أفرزتها المواجهة الودية أمام منتخب أرمينيا وعلى الطاقم الفني تصحيحها قبل فوات الأوان، ما هي العيوب التي شاهدتها أنت بصفتك خبير في كرة القدم؟ المنتخب لا يزال في حاجة إلى العمل، خاصة على المستوى الانسجام الجماعي، في البداية كان هناك اندفاع، لكن بمرور الوقت ظهر ضعف التناغم بين اللاعبين، الأداء الفردي كان في المستوى، لدينا لاعبين لديهم المهارة الفنية اللازمة، لكن جماعيا فالأداء لم يعجبني اطلاقا. حسب رأيك، ما هي الحلول التي يجب توفيرها من أجل تفادي هاته النقائص؟ أرى أن المنتخب الوطني في حاجة ماسة إلى تكثيف العمل الجماعي، وأتمنى أن يتم برمجة لقاء ودي آخر بعد لقاء رومانيا المقبل، فالمنتخب في حاجة إلى مواجهة ودية ثالثة، من أجل ضمان الانسجام اللازم، وتحسين المستوى الجماعي. تحدثنا عن الأداء الجماعي، فلنتحدث الآن بصورة فردية، وعن مردود اللاعبين، ما هي الأسماء التي جذبت انتباهك بتألقها أمام أرمينيا، وما هي الأسماء التي خيبت الآمال في هذا اللقاء؟ الأسماء التي ظهرت بصورة رائعة نجد الوافد الجديد محرز، والذي كان أبرز اللاعبين وأفضلهم على أرضية الملعب، كما نجد إلى جانبه ياسين براهيمي، فهو لاعب فني من الدرجة الأولى، وتحرك بصورة ايجابية أمام أرمينيا، في المقابل هناك لاعبين خيبوا الآمال، خاصة في الدفاع والوسط، فمثلا بلكلام ورغم أنه سجل الهدف الأول، إلا أنه لم يظهر مستواه الحقيقي، وظهر جليا عليه نقص المنافسة، بسبب جلوسه الطويل على مقاعد البدلاء. المهاجمين الذين شاركا أساسيين سجلا، وهما نبيل غيلاس وإسلام سليماني، كيف تقيّم مردود الثنائي المذكور، وهل تراهم الأقرب لحجز مكانة أساسية في المنتخب خلال نهائيات كأس العالم القادمة؟ غيلاس كان مستواه رائع، وسجل هدفا جميلا، وقدم ما عليه في الهجوم، وساعد زملائه في الخط الدفاعي، على عكس إسلام سليماني والذي ظهر بصورة باهتة، وكأنه اختفى في هذا اللقاء، صحيح أنه سجل هدفا، لكنه كان بعيدا عن الآمال المنتظرة، ورغم ذلك فإنني أعتقد أن سليماني يبقى أبرز المشرحين لأن يكون أساسيا بالبرايزل، فهو لاعب مؤثر، وسليماني يبقى سليماني. ينتظرنا لقاء آخر أمام رومانيا، وقد يكون الأخير قبل المونديال، ما يمكن القول حول هذا اللقاء؟ لقاء رومانيا سيكون فرصة من أجل الظهور بوجه أفضل وتقديم أداء أحسن من الأداء الذي ظهر به المنتخب أمام أرمينيا، وأعتقد أن المدرب وحيد حليلوزيتش سيلعب كل أوراقه في اللقاء القادم، وسيدخل بتشكيلة قد تكون بنسبة كبيرة هي الأساسية في المونديال. كلمة أخيرة. أعتقد أن المنتخب الوطني يسير في الاتجاه الصحيح، ويملك لاعبين في المستوى قادرين على تحقيق مشوار مشرف للجزائر في نهائيات كأس العالم المقبلة، المونديال لن يكون سهلا خاصة وأننا سنستهل البطولة العالمية بمواجهة منتخب بلجيكا المدجج بالنجوم، وستكون مواجهة صعبة للغاية، لكن المنتخب الوطني لديه بعض الميزات، وعليه استغلالها من أجل تحقيق أفضل نتيجة ممكنة في المونديال.