ارتفاع مقاومة المضادات الحيوية لعلاج الأمراض الرئوية بلغ 25.2% أجمعت نخبة من الخبراء المغربيين في مجالات طب الأطفال والأمراض المعدية، في القمة المغاربية لمرض الالتهاب الرئوي - المنعقدة مؤخرا بتونس- على أن سلالات البكتيريا التي تسبب مرض الالتهاب الرئوي، أصبحت وبشكل متزايد أكثر مقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية، وأكدوا، بالمناسبة، على الحاجة للوقاية، بالنظر إلى عبء المرض في المنطقة، لاسيما في الجزائر. وقد ثبت أن الوقاية من خلال التطعيم، تمثل وسيلة متميزة وفعالة من حيث التكلفة، للحد من معدلات الإصابة والوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية، مثل مرض الإلتهاب الرئوي. وقد أظهرت دراسة حديثة، أن مقاومة علاج المكورات الرئوية بالمضادات الحيوية المشتركة مثل البنسلين، تصل إلى 25.2? في الجزائر، وهو اتجاه مقلق بشأن علاج الأمراض الرئوية عند الرضع والأطفال. ويوصف مرض الإلتهاب الرئوي بأنه مجموعة من الأمراض التي تسببها بكتيريا العقديات الرئوية، والمعروفة أيضا باسم المكورات الرئوية. وتستوطن المكورة الرئوية في الجهاز التنفسي العلوي، يمكن أن تسبب التهابات غازية، بما في ذلك تجرثم الدم (التهاب في الدم) والتهاب السحايا (التهاب الأغشية المحيطة بالحبل الشوكي أو الدماغ)، والإلتهاب الرئوي إلى جانب التهابات أخرى في الجهاز التنفسي. ويعد المرض أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم. ورغم اعتماد الجزائر تطبيق برنامج وطني للتحصين، فإن لقاح مكافحة الالتهاب الرئوي، غير مدرج على الجدول الزمني لعمليات اللقاح، وهو ليس إلزامياً حتى الآن في الجزائر. فقد أظهرت الدراسة نفسها، أن الحماية النظرية التي يوفرها اللقاح للأطفال والرضع تصل إلى 9,76? في الجزائر. وتدعم هذه الدراسة النتائج التي توصلت إليها منظمة الصحة العالمية، في أن مرض الالتهاب الرئوي هو أحد مسببات الوفاة الرئيسية التي يمكن الوقاية منها، عن طريق اللقاح عند الرضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات في جميع أنحاء العالم. وقال الخبير'' جون بول قرانقو؛ ''إن الإلتهاب الرئوي يتسبب في حالات وفاة عند الأطفال أكثر من أي مرض آخر، موضحا أنه تم توثيق عبء المرض بشكل دقيق في الجزائر، حيث يسبب في المتوسط 19 بالمائة من وفيات الأطفال دون سن 5 سنوات. ونظراً لارتفاع مقاومة العلاج بالمضادات الحيوية، فإننا بحاجة لمزيد من التركيز على منع المرض بشكل فعال، وليس الاعتماد على العلاج. وأعتقد أن لقاحات المكورات الرئوية يجب أن تصبح إلزامية للأطفال دون الخامسة من العمر. وثمة أكثر من 91 سلالة أو''أنماط مصلية من المكورات الرئوية، غير أن مجموعة فرعية صغيرة من هذه السلالات، تسبب معظم الأمراض الرئوية. ويساعد تحديد توزع سلالات المكورات الرئوية، حسب الخبير الفرنسي العامل بمستشفى مصطفى باشا، على تخطيط استراتيجيات الوقاية من هذا المرض في المستقبل، وضمان إعطاء الأولية لتغطية السلالات الأكثر شيوعا التي تسبب المرض. وأضاف ''قرانقو''؛ إن الصعوبات المرتبطة بعلاج مرض الالتهاب الرئوي أصبحت أكثر وضوحاً، ناهيك عن الاضطراب العاطفي والجسدي الذي يمكن أن يسببه المرض. ولا شك أن لكل طفل الحق في الحماية من هذه المعاناة، وتتمثل الوسيلة الأنجع لتحقيق ذلك في اللقاح والتحصين. ويرى المتحدث أن للجزائر اليوم فرصة للحصول على اللقاحات مع أوسع تغطية ضد الأنماط المصلية الأكثر شيوعا التي تسبب المرض، ''وينبغي علينا أن نعمل معا لضمان حماية أفضل لأطفالنا''-.